بين علو الهمة وسفولها

-A A +A
ثلاثاء, 2016-12-27 09:36
بقلم/ م. محفوظ ولد أحمد

في عهد النظام الحالي تم إنجازٌ كبير جدا ومفيد جدا، وطالما مست الحاجة إليه وتاقت الأنفس له، ألا وهو المطار الجديد. ولا يهم هنا كيف تم ذلك!

في عهد النظام الحالي تم إنشاء محطات هامة لتوليد الطاقة الكهربائية، التي تحسنت حالة إتاحتها لقدر أكبر عددا وأوسع رقعة من المواطنين. ولا يهم هنا كيف تم ذلك، ولا حتى استمرار سوء تسييرها وتعاقب انقطاعاتها.

في عهد النظام الحالي تم بناء بعض الطرق المعبدة، فكَّت العزلة عن مدن ومناطق كان الوصول إليها مرهقا. ولا يهم هنا إن كانت قليلة أو رديئة.

في عهد النظام الحالي تم توسيع وإصلاح مقاطع محدودة من طرق نواكشوط الشمالية، وتم رصفها وإنارتها بالطاقة الشمسية الجميلة. ولا يهم هنا كيف تم ذلك ولا حجمه.

في عهد النظام الحالي تم تشييد مبان مستقلة مناسبة لجامعة نواكشوط وكلياتها. ولا يهم الآن كيف تم ذلك، ولا نواقصها المؤقتة من البُعد وضآلة التجهيز العلمي.

هذه منجزات خمس حقيقية مذكورة ومشكورة... لم أر غيرها مما يُغني ويَبقى، إلا ما كان من أعمالِ وسياسات الدعاية الظرفية، والشعارات الخاوية، ومحاولة تجسيم الخيال... من باب "تزكية لغن باتنوني"!!

وعلى مدى أمدٍ قريب من الأمد الرئاسي الأقصى ـ حسب الدستور ـ هذا كل شيء تقريبا. ولكن...

من يجزم أنه لم يكن باستطاعة هذا النظام أن ينجز أكثر من هذا، بأساليب وسياسات وكفاءات... أخرى؟

من يحكم بأن هذه المنجزات كانت بثمن قيمتها الحقيقية، ومواصفاتها، وفي مواقعها الأفضل؟

من يضمن أنه لو كان هناك نظام آخر غير هذا النظام لن ينجز مثل ذلك أو أكثر منه وأفضل؟

ما هي الأشياء الأخرى التي لم تنجز ولم يُطرَق بابها، مع أنها لا تقل أهمية وربما أولوية؟

ما هو مستوى "رواج" الجمهورية الإسلامية الموريتانية وسمعتها ونفوذها... خارج حدودها الأرضية؟

هذه أسئلة لا تحتاج إجاباتها إلا إلى الفصل بين علو الهمم وتسفلها، وبين الطموح والخنوع، وبين التعلق بالقياس على المُـثل العليا من الدول والأمم الأخرى، والرضا بالقياس على المثل الدنيا منها.

أما الأشياء التي أُهلكت والمصالح التي فُوتت والسلبيات التي حدثت، والتجاوزات التي ارتُكبت... في عوالم السياسة والإدارة والتسيير والمال و"الأعمال"... فنتركها جانبا كأن لم تكن!!