الأوقية والتطور

-A A +A
ثلاثاء, 2017-01-03 14:14

اتخذت سلطات الجمهورية الإسلامية الموريتانية قرارا تاريخيا سنة1973ما بالانسحاب من المجموعة النقدية لدول الغرب إفريقيا وأنشأت عملتها الوطنية المستقلة وأسمتها الأوقية تسمية لا مثيل لها في تاريخ الدول والشعوب.

 

 وبعد عقود من الهيمنة والتبعية للفرنك الفرنسي والفرنك الغرب أفريقي، وبموجب القرار رقم 118/73 بتاريخ 20مايو 1973م تم إن شاء البنك المركزي الموريتاني وأوكلت إليه عملية إصدار العملة الوطنية وبقوة هذا القانون يمارس البنك المركزي الموريتاني  سلطات وامتيازات إصدار الأوراق البنكية والنقود المعدنية والسهر علي حمايتها.

 

الأوقية والأوزان

في الحديث الشريف عن أبي سلمة قال سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كم كان صداق الرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان صداقه في أزواجه إثنتا عشرة أوقية ونشا، أما في الموازين فقد أجمع العلماء أن الأوقية  تساوي 40 درهما وعند جمهور العلماء 201 غرام تقريبا حسب تقدير الدرهم لكل مذهب.

 

الأوقية تختلف قيمتها بإختلاف الموزون حسب المقادير الحديثة .. فلأوقية من غير الذهب والفضة تعادل 127 غرام أو أربعين درهما . أوقية الفضة تساوي 119 أغرام، وأوقية الذهب تساوي 29.75 جرام بل إنها تختلف باختلاف الأقطار.

 

إصدارات الأوقية 

أول إصدار من الأوقية صدر سنة 1973م وتم طبعه بالجزائر وشملت الفئات الورقية ( 100 و200 و1000)، أما فئة 1000 أوقية صادرة سنة 1973م كانت أكثر شيوعا بين الموريتانيين وسموها بمنينه وأيضا العملة تسمي بها كثير من المواليد الإناث في تلك الفتره وهذا يعكس الروح الوطنية والاعتزاز الكبير والفخر بالعملة الوليدة. وبالرغم من الظرفية الإقليمية والدولية في تلك الفتره استطاعت مورتانيا أن تحافظ على عملتها وسيادتها النقدية حتي اليوم وحتى  آخر الدنيا بإذن الله.

 

وشملت الإصدارات المعدنية الخمس 1/5 صدر فقط 1973م و ( 1 ـ 5 ـ 10 ـ 20)، وفي  يوم 28 نوفمبر1974م طبعت الأوقية في ألمانيا وحتى اليوم، أما فئة (500أوقية ورقية ) صدرت أول مره سنة 1978م وستمر هذه الطبعة مع إضافة بسيطه حتى سنة 2004م تمت إضافة فئة (2000 أوقية) مع تغيير جميع الفئات ولاحقا تمت إضافة (5000 أوقية) ورقية  مع تصغير في الحجم ( 200 و500 أوقية) .

 

الأوقية التذكارية

من النادر جدا إصدار عملة تذكارية موريتانية بالرغم من أن تاريخنا مليء جدا بالأحداث المناسبات التي تستحق أن تخلد ويصدر لها عملة تذكارية سواء كانت ورقية أم ذهبية وفضية وعلى سبيل المثال القمة العربية27 بنواكشوط لأول مرة في تاريخنا ورئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي ورئاسة موريتانيا لأول مرة لاتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية سنة 2014م لم تصدر أي عملة تذكارية بالرغم من أهميتها التاريخية والعالمية  وأول عملة تذكارية ذهبية أصدرها البنك المركزي الموريتاني والوحيدة هي ( 500 أوقية) تخليدا لذكري 15 لعيد الاستقلال الوطني وزنها 26 أغرام عيار920 كمية الإصدار 1800 قطعة.

 

العملة الورقية التذكارية الوحيدة أصدرت سنة 2013 م بمناسبة الذكري 40 لإنشاء البنك المركزي الموريتاني ونظرا لعدم وجود مكتب للهواة لدى البنك المركزي الموريتاني لم نحصل عليها بالرغم من إنشاء مشروع متحف العملة بالبنك المركزي الموريتاني من حوالي سنتين كما أتشرف بلقاء السيد محافظ البنك المركزي الموريتاني السيد عبد العزيز والد داهي في مكتبه  بعد سنوات من مراجعة شبابيك بدون جواب.

 

إنشاء متحف البنك المركزي الموريتاني هو تقدم كبير لايقل أهمية عن قرار إنشاء الأوقية لأن من لا يملك تاريخا لامستقبل له  ولا حاضر وأطالب بإنشاء مكتب لهواة جمع العملات لتزويدنا بما ينقصنا من إصدارت من أجل استخدامها في دراساتنا في المعارض الدولية وضرورة إصدار سنوي للعملات التذكارية تخليدا للمناسبات الوطنية من أجل حفظ ذاكرتنا في عالم التقنية والسرعة الذي لامكان فيه للمتخلف.

 

وطبقا للمواصفات الدولية ونظرا لخبرتنا من خلال مشاركاتنا الدولية يمكننا أن نكون جهة استشارية مثل باقي هواة جمع العملات في العالم. وبرغم الجهود الكبيرة التي بذلتها ومازلت مستعدا لتقديم كل جهدي من خلال المعارض التي أقيمها محليا في مختلف الفعاليات الثقافية والوطنية وحتى في وسائل الإعلام المختلفة والمشاركات الدولية وبالرغم من تجاهل وزارة الثقافة الموريتانية رغم المكاسب الجيدة جدا وبشهادة الجميع وذالك بإقصائي من أي شكل من الدعم. أما الفترة التي تولت فيها السيدة الوزيرة السابقة هندومنت عينينا فقد تعاملت بكل روح مهنية ووطنية مع جميع الفاعلين الثقافيين وأنا منهم.

 

وأجدد طلبي للدولة الموريتانية بالأخذ بعين الاعتبار كل المقترحات التي قدمتها وبضرورة المساواة بين جميع الفاعلين الثقافيين