أحلام عيد الميلاد

-A A +A
سبت, 2017-01-21 08:44
عنفار سيدي اجاش

تذكرت اليوم أنني أكبرُ وأن الأيام تسير بسرعة في غفلة مني. تأكدت أنني أكبر بالأحلام ولا أبالي بالسنين، فالعمر أعده بالأحلام، وكم حلما تحقق في ما مضى من إغفاءة السنين.

 

لم أتعب نفسي في حساب كم أصبح في رصيدي من السنوات، فهذا غير مهم سوى بالنسبة للمنظمات التي تقيس معدل الأعمار في المجتمعات. أما أنا فأريد أن أقيس معدل الحلم والأمل ونسبة التفاؤل ونمو السعادة وارتفاع منسوب الفرح واحتباس الحزن واتساع ثقب الرؤية نحو الآخر. أريد أن يوقع معي الجميع على خطة سلام طموحة لنقص مستوى الكراهية بالكثير من الدرجات بين الشعوب والثقافات، بين الإنسان والإنسان.

 

ذكرني الفيسبوك بأنني كبرت بمنطق السنوات، وذكرت نفسي بأن الطفل في داخلي لم يكبر لأنني ما زلت أحلم بالمساواة وأبكي من أجل الوطن، ما زلت مسكونا بخيلاء صحراء الملثمين، بهدوء الهزيع الأخير من ليلها وبغضب أمواج الأطلسي، لأنني ما زلت متمسكا بالوطن في داخلي تمسك جبال آدرار بأمكنتها، ما زلت متعلقا به تعلق سكان ولاية آدرار بالتمور، ما زلت أراه شامخا شموخ نخلات وادي أمحيرث وكدي وتونكاد وشنقيط وودان وأزوكي.

 

فتحت عيني على العشرين من يناير ليكون رحلة جديدة أبحث فيها عن ما تبقى من أحلام الطفولة ولأبني فيها الأحلام التي عفتها عواصف الظروف حتى صارت أطلالا محيلة يصعب على الأمل أن يعيدها إلى سابق عهدها، لكن ذلك لا يستحيل عليه، فالحلم لا يموت.

 

في عيد ميلادي سأكتبني على جدار الأمنيات نشيدا لأحلام أطفال الوطن. و سأدفنني يوما في قبر من مرايا النسيان.

 

و سأذكر حين أبعثُ من رمسي أن لي وطنا يقبَلُني جثة تمشي أو هامدة، لكنه يرفضني شخصا حيا من إحساس و غيرة عليه.

 

لا ترمني في الجب يا أخي، فلم يعد في مصر عزيزٌ، ولم تعد السيارة تمر من صحارى التيه، أنا ابنك المسكون بوجع الوطنية، الحامل لصخرة المواطن علها تصل إلى قمة اهتماماتك يوما، إن قتلتني برفضك لي حيا فوار سوءة أحلامي حين تقتلها معي وتدفنها قربي، و لكني أراك تنسى قتل تلك الطيور المحلقة من رفات الأمنيات.

 

نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك