أمي يبلغ من العمر ثمانين عاما يرشد السياح ب 8 لغات

-A A +A
ثلاثاء, 2017-02-14 18:19
العم سعيد جمعان وسط مجموعة من السياح

رغم بلوغه الثمانين من عمره، فإنه لايزال يمارس عمله المحبب إليه بنشاط وحيوية؛ فيسافر إلى المهرجانات الثقافية ويصاحب الزوار الأجانب للتعريف بآثار منطقته التاريخية وعادات أهلها القديمة.

فمن نجران -أقصى الجنوب السعودي- انطلق العم سعيد إلى العمل في شركة أرامكو بالمنطقة الشرقية، التي عمل بها عامين، وكان يتقاضى أجرا يوميا يعادل ثلاثة ريالات.

عاد العم سعيد -المعروف بأبو سند- مرة أخرى إلى نجران ليعمل في إحدى الشركات الأجنبية التابعة لأرامكو، فكان يتوجب عليه قضاء طيلة يومه متحدثا بالإنجليزية حتى أجادها.

انتقل أبوسند بعد أرامكو للعمل في شركة طبية ألمانية بخميس مشيط (جنوب غربي المملكة)، ومكث بها ثلاثة أعوام تعلم فيها اللغة الألمانية، ثم انتقل للعمل في شركة فرنسية بالمطار، فتعلم اللغة الفرنسية، وكانت اللغة الثالثة له، ليلتحق بعدها بالعمل في الصليب الأحمر سبعة أعوام، تعلم من خلال معايشته الأجانب هناك التركية والفلبينية، بالإضافة إلى لغاته السابقة. 

ويقول أبو سند في حديثه للجزيرة نت -من مهرجان الجنادرية بالرياض- إنه لا يجيد الكتابة باللغة العربيةمطلقا، لكن بصبره ومثابرته حفظ الكثير من المفردات التي مكنته من طلاقة التحدث والكتابة بالأحرف الكبيرة للغة الإنجليزية من خلال تنقله بين عدد من الشركات الأجنبية.

ويضيف أبو سند أن طلاقة حديثه أهلته لمرافقة إحدى الشخصيات اليمنية عام 1967 للعلاج في بريطانياوالعمل مترجما له تسعة أشهر، إبان حرب اليمن التي اندلعت بعد ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، واستمرت حتى عام 1970.

مرشد سياحيعاد أبو سند بعد ذلك إلى نجران بعد اكتسابه خبرة أهلته للعمل في المجال السياحي بأحد أكبر الفنادق، حيث قضى عشرين عاما في مرافقة السياح الأوروبيين الزائرين لمنطقة نجران، الغنية بآثارها التاريخية وتراثها الشعبي الذي يستهوي السياح.

بساطة العم سعيد وعفويته في الحديث وحرصه الشديد على الصدق في التعامل مع السياح الأجانب؛ جعلته الأكثر شهرة في مجال السياحة بنجران، وأصبح مرجعا سياحيا مهما في منطقته.

 

تضم عائلة أبو سند سبعة من الأبناء وستا من البنات، كلهم متزوجون، بالإضافة إلى عدد من الأحفاد، إلا أنه ما زال يتمتع بالطاقة والنشاط ويزاول حياته في التنقل بين مزارعه والسفر للمشاركة في الكثير من المعارض والمهرجانات، مؤكدا أنه سيستمر في مزاولة مهنته ويصطحب السياح لزيارة آثار بلاده حتى يترك انطباعا جيدا في نفوسهم.

ورغم شهرة العم سعيد بأبو سند، فإن أكبر أبنائه يسمى مرزوق، وهو من يسانده في المعارض والمهرجانات، وعن سبب مناداته بأبو سند يبين أنه خلال إحدى المناسبات ناداه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بأبو سند، ومنذ ذلك اليوم أصبح الجميع يناديه بهذا الاسم.

ويشير مرزوق -الذي يرافق والده ويعمل مراقب أمن وسلامة بأمانة منطقة نجران- أن منطقتهم تزخر بإمكانات ومقومات سياحية وثقافية عالية القيمة، مؤكدا استمراره في مهنة أبيه من أجل التعريف بماضي المنطقة الأصيل، وإطلاع السياح والأجيال الجديدة على تاريخ المنطقة وموروثها الثقافي.

المصدر الجزيرة.