وثائق : عملية اغتيال توماس سانكارا خطط لها في موريتانيا

-A A +A
جمعة, 2014-08-08 15:52

كانت بوركينا فاسو (فولتا العليا) قسمًا من مملكة (مالى) الإسلامية، ثم خضعت لمملكة (صنفي) الإسلامية، وبعد تفتيت المملكتين تكونت مملكة فولتا وخضعت للاستعمار الفرنسي أيام وجوده في أفريقيا، عندما وقع مع مملكة الفولتا معاهدة في 1896 وتم ضمها إلى مستعمرة السنغال العليا، ثم أصبحت مستعمرة منفردة وعرفت بفولتا العليا.

وعندما قام المسلمون في فولتا العليا بمحاولات لنيل استقلالهم فتتوا أرضهم فوزعت على ساحل العاج ومالى والنيجر وفي 1947 استعادت فولتا العليا وحدة أرضها في مستعمرة واحدة، ثم نالت استقلالها في 1960 حينما كان سكانها أكثر من 8 ملايين، منهم 60% من المسلمين.

وفي أرض بوركينا فاسو مجموعة من الأودية النهرية ويصرف معظمها إلى نهر فولتا مثل فولتا الأبيض وفولتا الأحمر وفولتا الأسود، وتنتشر المستنقعات في المناطق المنخفضة مثل مستنقع (جوروما) وهو موطن ذبابة (تسى تسى) الضارة، وينتمى سكان (بوركينا فاسو) إلى عناصر عديدة منهم الموسى ويشكلون نصف السكان تقريبًا ثم الماندج ومنهم الديولا والسامو والتنجا، ومن سكان بوركينا فاسو السنوفو والهوسا والفولانى والطوارق.

ورغم أن الفرنسية هي لغة البلاد الرسمية، فإن السكان يتحدثون أيضا لغات الموري والديولا (البمبارا)، وأمازيغية الطوارق وقد بدأت اللغة العربية تدرس في بعض المدارس أيضا وتبلغ نسبة المسلمين في بوركينا فاسو٧٠% و١٩.٦% كاثوليك، وبروتستانت، و23.7% يتبعون ديانات محلية.

ويعمل أهل بوركينا فاسو في الزراعة والرعي، وأهم الحاصلات الزراعية الأرز والذرة والفول السوداني والقطن والسمسم، ويربون الأغنام والماعز والأبقار بأعداد هائلة، وقد وصلها الإسلام في القرن التاسع الهجرى وبوركينا فاسو (أو فولتا العليا) تقع في غرب أفريقيا، وتحيطها ست دول هي مالى من الشمال، النيجر من الشرق، بنين من الجنوب الشرقى، توجو وغانا من الجنوب وساحل العاج من الجنوب الغربي.

وهي تقع ضمن دول الصحراء الكبرى في أفريقيا، وبعدما ظل «جمهورية فولتا العليا»وفي٤ أغسطس ١٩٨٤ قام الرئيس توماس سانكارا بتغيير اسمها إلى «بوركينا فاسو» وهي تعني «بلد الناس النزيهين أو الطاهرين» وهذا الاسم مشتق من اللغتين الرئيسيتين في البلاد.

من هو توماس سانكارا ؟؟

ولد توماس سانكارا في عام (1949) عندما كانت بوركينا فاسو (فولتا العليا سابقا)لا تزال تحت الاستعمار الفرنسي كان والد سانكارا قد حارب الي جانب الفرنسيين واقتفى ابنه أثار خطواته بالالتحاق بالقوات المسلحه الوطنيه التي لعبت الدور القيادي في الحياه السياسية للأمه التي نالت استقلالها من فرنساعام (1960) رقي في في عام (1980)الي رتبه رائد في الوقت التي كانت تشهد فيه "فولتا العليا" انقلابا تلو الانقلاب ،وقد تورط سانكارا في السياسه إلا أنه لم يكن راضيا علي قاده بلاده السياسين

 في عام(1983)شارك في أحد الانقلابات وهو ما قاده الي السلطه شهدت بعدها البلاد الكثير من التحولات، غير اسم بلاده من" فولتا العليا"وهو الاسم الاستعماري القديم الي "بوركينا فاسو"أو ما يمكن ترجمته الي "بلد المستقيمين"، أنجز سانكارا الكثير حيث أولي عنايه خاصه بالتعليم وشجع قطاع الزراعه وأثبت أنه رائد في مجال الصحه العامه وكان أول قائد سياسي يتخذ موقفا من ختان الأناث، جائت نهايه سانكارا بعد أربعه أعوام من وصوله الي السلطه يوم (15 أكتوبر 1987) عندما انقلب عليه شقيقه في السلاح وحليفه (بيليز كمباوري)الذي يحمل رتبه رائد أيضا ،كان كمباوري قد حصل علي دعم من فرنسا التي كانت مستائه الي حد كبير من سانكارا بسبب شعارته المناهضه للامبرياليه بالعكس من بديله كمباوري الذي أثبت أنه شريكا أكثر مرونه بكثير ولا يزال الرئيس كمباوري قائد "بوركينا فاسو"ولا يزال ولاؤه باقيا مع فرنسا، في غضون ذلك أصبح (توماس سانكارا) رمزا للمقاومه والخطيب الذي يستحوذ علي مخيله الشباب الأفريقي وكبطل للثوره وقائد المناوئين للأستعمار الغربي حيث يصفه البعض بأنه (تشي جيفاراأفريقيا) بعد التدريب العسكري الأساسي في المدارس الثانوية في عام 1966

 سانكارا بدأ حياته العسكرية في سن 19، وفي وقت لاحق أرسل إلى مدغشقر لتدريب الضباط حيث شهد انتفاضات شعبية في عامي 1971 و 1972. العودة إلى فولتا العليا في عام 1972، في عام 1974 كان قد خاض الحرب في الحدود بين مالي وفولتا العليا.

 

عملية اغتيال توماس سانكارا خطط لها في موريتانيا

أثار تحقيق وثائقي تلفزيوني، للصحفي الإيطالي سيلفيسترو مونتانارو، موضوع اغتيال الرئيس البوركينابي النقيب توماس سانكارا يوم 15 اكتوبر 1987 على إثر انقلاب عسكري قاده ضده رفيق دربه الرئيس الحالي ابليز كومباوري الذي نفذ معه انقلابا عسكريا، وصف بـ"الثورة"، يوم 4 أغشت 1983 والذي بموجبه غيرا اسم الدولة من "فولتا العليا" (هوت فولتا) إلى بوركينافاسو (أرض المغاوير).

واتهم التحقيق الوثائقي فرنسا والمخابرات الأمريكية وعدة شخصيات إفريقية بالتواطؤ في حادث اغتيال سانكارا.

واعتمد التحقيق (المعنون بـ"ظلال إفريقية") على بعض الوثائق وعدة شهادات لأشخاص كانوا فاعلين أو مرتبطين بالأحداث حين ذاك، من أمثال جوال هوار تايلور (شيخة في البرلمان وزوجة سابقة للرئيس الليبيري شارل تايلور)، مومو جيبا (جنرال، قائد سابق لأركان الجيش في عهد تايلور)، ابرينس جونسون (زعيم ميلشيات خلال الحرب الأهلية الليبيرية)، موز ابلاه (نائب رئيس ليبيريا سابقا)، مريم سانكارا (زوجة الرئيس الراحل)، الذين أكدوا، كل من موقعه وحسب ما اطلعوا عليه من الحيثيات، أن موت الرئيس توماس سانكارا كان نتيجة تضافر جهود كبيرة تورطت فيها فرنسا والمخابرات الأمريكية والرئيس البوركينابي الحالي ابليز كومبازري وقائد أركانه الحالي جلبير ادياندري.

وجاء في التحقيق أن الفرنسيين والأمريكيين اخترقوا حركة التحرير الإفريقية بغية إسقاط توماس سانكارا الذي أخذ في تطبيق برنامج طموح يهدف إلى تأميم المصادر الاقتصادية لبلاده بغية استخدامها لصالح شعبه.

وأكد التحقيق أن الرئيس الحالي لبوركينافاسو ابليز كوماوري، والرئيس السابق لليبيريا شارل تايلور، والرئيس الحالي لاتشاد إدريس دبي اجتمعوا في موريتانيا وليبيا (1986-1987) لنقاش مخطط اغتيال توماس سانكارا.

وقال مومو جيبا (قائد أركان القوات المسلحة الليبيرية في عهد شارل تايلور): "كنا نريد استخدام بوركينافاسو كقاعدة. وكان يجب أن تتم تصفية توماس سانكارا ويصبح ابليز كومبازري رئيسا لمساعدتنا في تحقيق ذلك مع جملة من الأهداف الأخرى".