تفاصيل محاولة إغتيال أول رئيس للسنغال قبل نصف قرن

-A A +A
أربعاء, 2017-03-22 17:53
الرئيس السنغال الاسبق سيدار سينغور

(خاص / موريتانيا اليوم) يصادف اليوم (22 مارس) ذكرى مرور 50 عاما على نجاة سيدار سينغور، أول رئيس لجمهورية السنغال، من محاولة اغتيال ما تزال ملابساتها غامضة إلى اليوم.

في يوم 22 مارس من عام 1967 وفيما كان سينغور يستعد لركوب سيارته الرئاسية المكشوفة بعد انتهاء صلاة عيد الأضحى التي لم يشارك في أدائها لكونه مسيحيا، وإنما اكتفى بمتابعتها من منصة أقيمت بالمناسبة قبالة جامع داكار يومها لتمكينه من مشاركة شعبه ذي الغالبية المسلمة أفراح هذا العيد الكبير؛ إذ تقدم منه شاب في مقتبل العمر يحمل مسدسا صوبه إليه مباشرة وعن قرب دون أن يطلق رصاصة واحدة رغم ضغطه على الزناد عدة مرات.

ووسط ذهول حراس سينغور وكبار الشخصيات الحكومية الحاضرة وجموع المصلين، قبض مرافقوا الرئيس الأمنيون على الشاب واقتادوه نحو السجن.

وطبقا لشهادة عبدول بايلا وان، المدير المساعد لديوان الرئيس السنغالي الراحل، فإن كل الذين كانوا بقرب سيارة الرئيس سمعوا طقطقات زناد المسدس مما يوحي بأنه كان خاليا من أي رصاصة؛ مبرزا أن الشاب الذي قام بتلك الفعلة يدعى مصطفى لو، ينحدر من عائلة تنتمي لإحدى أبرز المشيخات الدينية الإسلامية في السنغال، وكان متماسكا لأقصى درجة.

مثل مصطفى لو أمام المحكمة حيث نفى نيته قتل الرئيس؛ مؤكدا أنه كان يريد أن يوضح لسيناتور أن حراسه عاجزون عن حمايته إن أراد الله أخذ روحها..

وأضاف أنه مرتاح الضمير وغير مذنب وليس نادما على ما فعل.

ورغم مساعي الشيخ التيجاني سي، زعيم طريقة روحية وازنة في السنغال، وقريب المتهم، بهدف التماس عفو رئاسي عنه، إلى أن المحكمة أدانت الفتى بالإعدام رميا بالرصاص، وهو ما تم بالفعل فجر يوم 16 يونيو 1967... لكن لخطة تنفيذ حكم الإعدام في الشاب مصطفى، بحضور حشد من السنغاليين، كانت مؤثرة للغاية.. فبعد أن تلا القاضي منطوق حكم الإعدام وأمر بالتنفيذ، طلب المتهم منحه فرصة أداء ركعتين من الصلاة، ما إن انتهى منهما حتى نهض وخاطب القاضي بقوله : «لا أعرف ما سيفعله الله بك، لكني متأكد من أنني ذاهب إليه الآن بقلب مطمئن وبنفس راضية.. شهيدا أقتل مظلوما».. غير أن تلك الأحداث الدرامية لم تتوقف هنا، إذ صرح سينغور نفسه؛ لصحيفة فرنسية بعد مرور عقدين على حادثة مارس 1967 وتركه السلطة، بأنه أمضى ثلاث ليال متتالية لا ينام من شدة الكوابيس، بعد إعدام الشاب المذكور...

ترجمة : موريتانيا اليوم