قادة *المنتدى* بين الرفض والتطبيع/ عثمان جدو

-A A +A
جمعة, 2017-04-14 14:52

لم يخفِ قادة المنتدى رفضهم الشديد ووقوفهم ضد مضامين مقترح التعديلات الدستورية؛ خاصة تلك المتعلقة بإضافة شريطين بلون أحمر كرمز واعتراف وتثمين لتضحيات الشهداء في سبيل الوطن؛ حسب المقدمين لمشروع التعديلات الدستورية ومن يدور في فلك مناصرتهم.

لقد اعتمد قادة المنتدى كل أساليب الرفض والتنديد والوقوف ضد المساس بالعلم الوطني؛

 بغض النطر عن التفاوت والاختلاف بين التغيير الكلي والجزئي والتحسين بالإضافة والتثمين والاعتراف، وعمد هؤلاء في ذات الوقتإلى تزكية العلم الموجود بألوانه التي ربطوها -دون غيرها- بالوطنيةوالميول الشرعي والتراث الجمعوي المتفق عليه؛ حسب تقديمهم.

إن ماذهب إليه الذاهبون من القوم من تزكية ومباركة ألوان وشيطنة واستقباحأخرى؛ لا يخلو من التوظيف السياسي والافتعال من أجل تحقيق مآرب وطموحاتايديولوجية تمثل الخلفية والمنطلق..

وطبعا لا الألوان المزكاة عندهم بأفضل من الأخرى التي استقبحوها؛ إن ماهوالتحرك السياسي الذي يشيطن ويزكي من أجل الوصول إلى أهداف معينة غالبا ماتكون سياسية محضة ومن عجائب المفارقات في بلادنا أن الأهداف السياسيةالبحتة غالبا ما يُخذل بها المواطن ويُخان بها الوطن، ليس لعيب فيالسياسة نفسها وإنما هي طبيعة السياسي عندنا!؛ يحابي لمصلحته الضيقة،ينتصر لها، يتاجر بالدين من أجل ذلك، يتخلص من القبيلة، يظهرها، يعتنقالتعزي بها لذات الأهداف.

إن التناقض الذي وقع فيه الساسة عندنا ويقع فيه الآن قادة المنتدى عندمايعارضون تغيير أو إضافة أو تحسين العلم بدعوى الوطنية والحفاظ علىالموروث ويقدمون رموز التطبيع مع الكيان الصهيوني النجس القذر؛ لهو أمرغاية في الغرابة بل هو عين الوشاية في النفس بإظهار كُنه المغيب فيها علىحقيقته.

دائما ما تظهر طبيعة السياسي الموريتاني على أنه متلون حربائي انتفاعيولسان حاله وإن حبسه بين فكيه يردد: أين ما وجدت المصلحة الحزبية بلبالأحرى الشخصية فثم الوطنية!!؛ وسواء قال قائل أو برر سياسي أو متسيسآخر أن التطبيع أمر يرجع إلى رئيس الجمهورية في كل الأزمنة و أن الرئيسفي تلك الفترة هو الذي ينبغي أن يلصق به عار الفعلة؛ فإن القول الفصلالذي لا حيد عنه إلى بعظيم اعتذار هو أن التطبيع مع اليهود الغاصبين لأرضالمسلمين المستبيحين لأعراضهم قبل أغراضهم أكثر خبثا وأشد نتانة من شربالخمر التي يلعن شاربها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه .. إلخالحديث.

ينبغي علينا أن نفهم أن سياسة الكيل بمكيالين والعزف على كل الأوتارواستغفال المواطن واستخدام الحيل السياسية وإن خبثت؛ كلها أمور أصبحالمواطن يعي مداركها ويلفظها بل يمجها ويمقتها ويبتعد جادا عن حياضهاالملوثة؛ لأنه ببساطة متناهية ملَّ الكذب والخداع والتصنع والتشبعبالمفقود وبدأ في التحرر من كل القيود؛ وإن كان بطيء التجاوب إلا أنهيسير صوب النقطة الحاسمة التي تجعله صاحب الكلمة الفصل الذي لا يخدع ولاتنطلي عليه حيل السياسيين ولا تتشابك عليه حبائلهم وقابل الأيام كفيلبالإيضاح أكثر.