سيظل حكمك يا تاج القضاء الموريتاني المعاصرـ التاه ولد حمينه رئيس محكمة ولاية الحوض الشرقي ـ عصيا على المراجعة والنقض لأنك ما جلست للقضاء رغبة فى المال ولا الجاه وإنما توليته إحساسا بالمسؤولية والواجب بعد أن كسبت ملكة النظر فى القضايا والأحكام لمعايشتك لدواوين القفهاء وأعرافهم القضائية قديما وحديثا.
فلم تجلس يوما فى مجلس إلا وبيمينك تبصرة الفرحوني أو لامية الزقاق أوعمل أهل فاس أو متابعات الأبي لشيخه ابن عرفة فى فتاواه وأقضيته.فمثلك لا يقضى لهوى من صاحب جاه أو سلطان بل عن قناعة راسخة بطول نظر وموازنة بين الأدلة واستقصاء فى مناسباتها وبواعث أصحابها ثم تأسيس على راجح ما انقدح فى ذهنك من منطوقات أو مفهومات النصوص التى بين يديك شرعية أو قانونية بعد سبر فى أغوارها وسباحة فى فضاءاتها التشريعية .
وقد خبر القائمون على الوزارة صلابتك فى الحق وقوتك أمام عواصف الإغراءات المادية والتلميحات المعنوية أيام كانوا يترددون على القصر مراجعين لغرفتك حين كنت رئيسا للغرفة التجارية وهم متعهدون فى ملفات لبعض النافذين فلما لم تستجب لهم حينها وانتصرت للقانون أخذوا العهد بإبعادك عن العاصمة .
واليوم يحاولون عبثا توريطك فى ملف من ملفات القبلية النتنة لن يفلحوا وستظل رمزا الانحياز لمهنية القضاء واستقلاليته وليتهم أعادوا النظر فى مختصر خليل ابن اسحاق المالكي عند قوله " ولا يتعقب حكم العدل العالم "
الدكتور : محمد الحسن ولد أعبيدي
