كلمة مواطن أمام رئيس الجمهورية في انواذيبو/ عثمان جدو

-A A +A
اثنين, 2017-04-24 08:55

تشهد بلادنا هذه الأيام ظرفا استثنائيا؛ لما هي مقبلة عليه من تغييرات دستورية تترتب عليها تحولات سياسية تؤسس لجمهورية ثالثة بالنسبة للمناصرين لهذه التغييرات والتحولات وتشكل حسب المعارضين لها تغييرات عبثية وانشغال بالنوافل دون الفروض.

السيد الرئيس: لاشك أن إشراك المواطن في الرأي والمشورة من خلال التصويت على التعديلات الدستورية مهما كانت طبيعة

 ذلك-رفضا أو قبولا- يشكل في حد ذاته إنصافا لأجيال اليوم لما للمساهمة في اختيار طبيعة رموز وهيكلة مؤسسات الدولة من السيادة وتمام الحرية. 

السيد الرئيس، السادة الحضور: سأتحدث حول ثلاث محاور رئيسة : عن بعض الإنجازات، التعليم، وسأختم بقضية اجتماعية.

-الإنجازات:

على مستوى البنية التحتية شهدت بلادنا تطورا ملحوظا لا تخطئه إلا عينالمنكر فالشوارع المنجزة في مدينة انواكشوط وانواذيبو خير دليل وأوضحتعبير ؛ لكنها تحتاج إلى جسور خاصة في مدينة انواكشوط فلو أن *دوارمدريد* مثلا أنشئ به جسر يخفف من زحمة المرور الخانقة في انواكشوط رغمكثرة الشوارع؛نظرا لفوضوية تشكل المدينة أصلا وفوضوية حركة المرور التيتتحكم فيها طبيعة المواطن الموريتاني العصية على التمدن؛ لكان الحال أحسنوالمشهد أريح؛ نفس الحال لو أن شيئا مماثلا حدث في قلب العاصمة، وليسبالضرورة أن تقوم الدولة ببناء هذه الجسور بل يمكن أن يوجه جهد وانتباهرجال الأعمال إلى ذلك؛ كما حدث مع المطار الدولي(أم التونسي) الذي بني-كما تعرفون جميعا بصفقة تمثلت في منح مساحات أرضيىة كانت في السابق مننصيب تقاسم (الإقطاع) المحرم أصلا على (لبروليتريا المسحوقة) من الفقراءوالمستضعفين؛ الذين سيتفيدون حتما من المطار سفرا أو ذكرا أو سياحة.

سيدي الرئيس ها أنتم اليوم تدشنون مستشفىً بطبيعة ومميزات غير تقليدية بليعول عليه في فك كثير من العقد الصحية التي كان الشاكون منها ييممونوجوههم صوب بعيد الديار اغترابا لبسيط التداوي؛ بل قد يكون الأمر أكثرإيجابية حينما يفدِ الوافدون إلينا للاستشفاء والتداوي.. كثيرا ما تبنيالدولة مستشفيات وتزودها بأحدث الأجهزة لكن المشكلة الكبرى التي تبقىمستعصية دوما هي عدم وجود الأطباء المتشبعون بالإنسانية بعد الوطنية؛الذين يريحون المريض قبل علاجه ويشفى على أيديهم بعد إتقان معالجته.

هناك أشياء كبرى من صميم الإنجازات كقناة المحظرة؛ النافذة العلميةالشنقيطية الرائدة وكذا الجامعة الجديدة وما أضافته من تحسين على مستوىالتحصيل العلمي شكلا ومضمونا وهناك الصرف الصحي قيد الإنجاز في العاصمةانواكشوط والذي سيكون له مابعده من تجاوز كثير الأزمات العمرانية والصحيةفي المدينة المتناثرة بفوضوية.

الوثائق المؤمنة من أهم ما أنجز على الصعيدين المدني والأمني لكن تخفيفرسوم الوثائق بشكل عام على المواطنين سيكون إن هو حدث مدعاة للشكروالامتنان لكم؛ فكثير من الأسر لا يقوى على دفع مستحقات هذه الوثائق خاصةإذا كان ممن حباهم الله بعيال تلازم مع الفقر ومشاكل الحياة الأخرى.

-التعليم:

حدثت تغيرات كبيرة على مستوى المنظومة التربوية بشكل عام- منشآت عمرانية،إدارات، مدارس امتياز، تعميم علاوات(النقل،السكن) لكن هناك حاجة تحفيزيةوبإلحاح إلى زيادة علاوة الطبشور تثبيتا للمدرسين في الفصول.

أما على مستوى *المعهد التربوي الوطني* فقد خُصّ هذا العام بكثير منالإيجابية؛ حيث تم اعتماد إنشاء صندوق لدعم النشر المدرسي بفعل مقرروزاري يحمل الرقم :-0173- الصادر بتاريخ:27/09/2016. عن حكومة معاليالوزير الأول المهندس: *الخلوق*المتواضع* السيد يحي ولد حدمين وتحت قيادةفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز.وسيمكن هذا الصندوق المرصود من ميزانية الدولة لصالح الكتاب المدرسيولأول مرة منذ الاستقلال؛ سيشكل دعما وتوفيرا للكتاب دون للجوء للغير كماكان عليه الحال في السابق؛ وطبعا الكتاب المدرسي رمز من رموز السيادةوالتكفل الوطني به واجب عيني؛ ومعروف وبكل بساطة أن المنظومة التربويةتذوب جميع عناصرها من أجل أن يصل ماهو موجود بين دفتي الكتاب المدرسي إلىذهن التلميذ.

السيد الرئيس: هناك حاجة ماسة إلى اقتناء طابعة من نوع *روتاتيف* حجممتوسط؛ بوسعها طباعة خمسة مليون كتابا سنويا ومعروفا أن حاجة البلادتقترب قليلا من مليوني كتاب ولهذا النوع من الطابعات مهام طباعية أخرىكوثائق *الانتخابات* (بطاقات التصويت) وبعض الوثائق المؤمنة؛ قيمة هذهالطابعة -900-مليون، كما أن هناك حاجة ماسة إلى بناء مقرات بعض الإداراتالجهوية للمعاهد التربوية الجهوية  وترميم أخرى؛ بالإضافة إلى تزويدهابسيارات للخدمة إذ لا يعقل أن تكون هناك إدارات جهوية بهذا المفهوم وبهذهالدلالة الوظيفية تفتقر إلى سيارات؛ وطبعا سيادتها من سيادة الدولةوهيبتها من هيبتها وينبغي أن يصان ذلك كله.

-قضية اجتماعية:

كثير من المتدخلين أمامكم يستغل جو الحرية في التعبير إلى أن يصل بهالأمر إلى معاداة الدولة من خلال التعزي بالقبيلة على حساب الدولة ومعروفأنه كلما قوت القبيلة واستفحل أمرها ضعفت الدولة لأن الأولى ضيقة الأفقوالأخرى جامعة شاملة، ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنةوهو القائل عليه الصلاة والسلام: ( من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضُّوه بهنأبيه و لا تكنّوا) الهَنُ: الفرج والأمين الشنقيطي-آب-رحمه الله- قال:أي قولوا له اعضض فرج أبيك دون كناية, الحديث رواه أحمد والنسائي وصححهالألباني والأرناؤوط.

الدعاوي القبلية مفككة للدول ممزقة للشعوب وإليها يعود الوهن الذي تعانيمنه أغلب الدول العربية؛*نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله*

علينا ونحن مقبلون على إنشاء مجالس جهوية أن نبتعد كل البعد عن الاختيارعلى أساس قبلي أو عرقي وعلينا إن نحن أردنا نجاحا وتقدما أن ننطلق منمبدأ جعل الرجل المناسب في المكان المناسب ويكون المعيار الأهم في سبيلذلك هو النزاهة ونظافة السجل الوظيفي من الاختلاس أو الإهمال والتقصيروسوء التسيير.