دعوة للتأمل الى الصحافيين المهنيين

-A A +A
أربعاء, 2017-05-24 15:05
سعيد ولد حبيب

نود في البداية تهنئة النقيب الجديد والنقيب المنصرف فكلاهما خرج من ضلع النقابة المكسور وكلاهما خرج من نفس المكتب التنفيذي ، الذي تولى لوحدة تسيير العملية الانتخابية منذ ماقبل الترشح وحتى اعلان النتائجلا نطعن البتة في انتخابات جرت شكلا في قمة الرقي الديمقراطي ، لكنها خبأت مفاجاة اخرى، 

لا يدركها الكثيرون .. تتعلق بصراع خفي في البداية علني في النهايةمازال  الأمل يحدونا في تغيير مرحلي يتسلق ارادة التغيير بهدوء ، وينتقل من مرحلة اليأس الى بناء الامل ، يحول "وهم "النقابة بمرور الوقت الى واقع حقيقي ، يتخلص مع بلوغه سن النضج من هفوات الطفولة ، ويكتسب مناعة مهنية ترقى به الى مصاف العمل النقابي السليمنعم اردنا ذلك من خلال العمل على اسناد النقيب السابق قبل احالته الى التقاعد ، وتحضير نقابة قوية خالية من المؤثرات الخارجية وتعمل وفق اجندة سليمة لا تغير فيها امزجة السياسيين حكاما ولا  محكومين ومازلنا نعمل من اجله .

صحيح ان النقابة التى انفرط عقدها تماما مثل جدلية ... خرجت من الباب لتدخل من النافذة وذلك لمجموعة اسباب لعل اكثرها وضوحا استغلال الانتخابات من طرف لاعبين داخل الملعب واخرين خارجهمعظم الاصوات التى حصل عليها النقيب المنصرف كانت بفعل جهود تكنوقراطيين مستقليين انخرطوا في العملية بصدور سليمة ، اما معظم الاصوات التى حصل عليها النقيب الجديد فقد جاءت ردا على كراهية التمديد وانتقاما لمامورية  اتسمت بعدم تسجيل أي منجز من جهة لكنها ايضا جاءت بفعل تصادم المصالح بين اجنحة سياسية في طرفي النقيض المولاة والمعارضة وداخلهما معالقد خشي طرف في السلطة من ان يشكل فوز المرشح الاقرب له الى احتساب ذلك الفوز رصيدا في جعبة خصوم له من نفس الحاضنة الايديولوجية .. ففضل خسارة" نقيب السلطة" حتى لا توضع في ميزان حسنات خصومه ، وهي معادلة كسبها النقيب الفائز بل كانت بمثابة تاشيرة عبور ونجاة بعد ان اغلقت ابواب الطائرة وحلقت في الفضاءاما الصحافيون المهنيون المؤمنون بالمهنة فقد ذبحوا في غفلة منهم على مذابح السياسيين وذلك بالرغم من كونهم قدموا امثلة رائعة في الاداء والحضور والقبول في اوساط زملاء لهملقد كنا نراهن على جسم وهن للنقابة ..لكننا اليوم نوشك ان ندعو للترحم عليها ... فلا نقابة صالحة امام صراعات ايديلوجية وسياسية  ولا نقابة صالحة يسير انتخاباتها مكتب تنفيذي حاكم ... ولنفكر جميعا في الحل .. هل نحمل نعش النقابة الى  الدفن ام ننعشه كي تعود الروح اليه من جديد ..؟