رمضان ..../ المهندس محمدو خطري

-A A +A
أحد, 2017-05-28 19:31

أتى رمضان شهر الرحمة والغفران، فيه فرض الله عز وجل الصيام، وفيه فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وغلت الشياطين، فطوبى لمن صامه وقامه ولم يدع فرصته تمر دون اغتنامها لأنها تمضي وقد لا تعود، فيا باغي الخير أقبل، يقول الشافعي رحمه الله:إذا هَبَّت رِياحُكَ فاغتَنِمها - فإنَّ لِكُلِّ خافِقَةٍ سُكونُو لا تَغفَلْ عَن الإحسانِ فيها - فَلا تَدري السُكونُ متى يَكون.ُ

رمضان شهر عبادة وعمل، ونحن مطالبون فيه بشحذ العزائم ونفض غبار الكسل والخمول، والتقرب إلى الله بإتباع أوامره وإجتناب نواهيه، وتلاوة القرآن، وقيام الليل وكثرة الدعاء، وعمل الخير, وبهذا تغفر الذنوب قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، وتعتق رقاب من النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لله عِنْدَ كُلِّ فِطْرِِ عُتَقَاءُ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ"، وتفرح أنفس الصائمين عند لقاء ربهم قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ, وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ"، جعلنا الله وإياكم ممن تغفر ذنوبهم في هذا الشهر وتعتق رقابهم من النار ويفرحون بلقاء ربهم.

بعض من أعمال رمضان:- تلاوة ما تيسر من القرآن وتدبر معانيه ومجالسة أهله، أذكركم أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ومن قرأها ثلاث مرات كان بمثابة من ختم القرآن قال تعالى: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4).

- قيام الليل بالصلاة والذكر هو دأب الصالحين وزاد العارفين، فعلينا أن نستقطع له ساعة من الليل بعد صلاة العشاء لعظيم أجره.

- الدعاء عبادة يجب الإكثار منها في رمضان لأن أبواب السماوات تفتح فيه، وأفضل أوقاتها الثلث الأخير من الليل، ولا تنسوا من الدعاء إخوانا لكم كانوا معكم رمضان الفائت وغادروكم، فعلينا أن ندعوا لجميع موتى المسلمين و أحيائهم لأن الدعاء إذا عم نفع.

- أعمال الخير كثيرة ومن أهمها العطاء فلنجعل عنوان أعمالنا في هذا الشهر الإنفاق في سبيل الله ومساعدة المحتاجين، ُسِئلَ بعض السلف: لم شرع الصيام؟ قالوا: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع، ومن أمثلة العطاء في رمضان إفطار الصائمين لما في ذلك من الأجر قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم "من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنَّه لا ينقص من أجر الصَّائم شيئا"، ومن الأمثلة أيضا سقيا الماء، فيا حبذا لو قام كل منا بشراء حمولة صهريج مياه -أو برميل مياه على الأقل

- ووَجَّهَهَا لأحياء كالترحيل ولمغيطي ... وأجرنا على الكريم ويكفي المتصدقين شرفا إن الصدقة تقع في يد الله عز وجل قبل أن تقع في يد الفقير(للتذكير سعر حمولة أكبر صهريج مياه لا تتعدى عشرين ألف أوقية وسعر برميل المياه لا يتعدى الألف أوقية).

أعزائي القراء هيا بنا ندخل الجنة بإنجاز هذه الخطوات في يوم واحد:

الخطوة الأولى: وتتمثل في أن نصبح صياما وهي أبسط الخطوات لأننا في شهر رمضان ومعظمنا صيام.

الخطوة الثانية: أن نتبع جنازة ويمكن أن ننتظرها في مسجد أو عند المقابر لنتبعها ونصلي عليها وندعو لها.(بعض المساجد التي يصلى على الجنائز فيها في مدينة أنواكشوط : المسجد الجامع، مسجد الشرفاء(قرب سوق العاصمة)، مسجد جعفر(عند ملتقى طرق 24 الرابع والعشرين)، مسجد ولد أمحود(في تيارت)، مسجد الدعاة(في عرفات)...)

- الخطوة الثالثة: أن نطعم مسكينا، فإطعام الطعام من موجبات الجنة.

- الخطوة الرابعة: أن نعود مريضا ومن لم يكن له قريب أو معرفة مريض فالمستشفيات ملأى بالمرضى (إنما المؤمنون إخوة).قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ»"

محمدو خطري

أنواكشوط 2 رمضان 1438