ما أجمل أن نُعطيَ من قلوبنا ....!

-A A +A
أربعاء, 2017-05-31 15:29

فالعطاء من القلب فيه لَذّة وله نكهة خاص....!! فجميل أن نُعطيَ ونقرضَ ونتحنّن فبمثل هذا العطاء مهما كان صغيرًا نجبر القلوب الكسيرة والخواطر الحزينة ونسدّ الرّمق ونكسو يتيمًا ونُطعم جائعًا كِسرة خبز ونلوّن حياة المساكين بلون قوس قزح ولو لفترةٍ ما....!! على أنّ العطاء شيء والتسوّل الملحاح المدروس والمبرمج شيء آخَر..!!! هناك متسوّل وهنامتسوّلة و على بعد أمتارًا يوجد ايضا متسوّلون بين ذاك وذاك هناك أحدهم يتشبث ويتعلّق بنافذة السيّارة التي تسير الهوينا ويناشدك أن تكرم عليه وقد يكون معك نقود وقد لا يكون ثمّ من تعطي ومن لا تعطي والمتسوّلون كُثُر ؟!!!. ولكن بيت القصيد هو الخوف من أن يسقط هذا الطفل الصغير المُتعلّق بالنافذة ويقع تحت عجلات السيّارة فيُورّطك بورطة ومشكلة.

حقًّا ما عُدنا نعرف المحتاج من غير المحتاج وما عدنا نعرف مَن نعطي ومن لا نُعطي والغريب في الأمر أنّك قد تعطي أحدهم بعض النقود فيروح يرمقك بنظرة فيها الكثير من اللوم المُبطّن وكأنّي به يقول :

بَسْ فقط. وتساءلتُ أكثر من مرّة لا من باب البخل وانّما من باب السّلامة ومن باب الشعور مع هؤلاء الأطفال المُستَغلّين والذين يقضون جُلّ النهار تحت الشمس الحارقة..... تساءلْتُ أين الدولة منهم....؟ أن بعض المتسوّلين في عمر الزّهور أو تكون صبيّة تحمل بلفافة من قماش طفلًا لا يتعدّى عمرة عشرة أشهر .. ناهيك على أنّ بعض المتسوّلين يتمتعون بصحّة وشباب كبيرين حيث بمقدورهم ان يلتجئوا الى العمل الشّريف والربح والعيش بكرامة وبعرق الجبين.. اعرف وأعي أنّ التسوّل أضحى عند هؤلاء حِرفةً ومهنة والخمول هو هو الدافع والمُحرِّك.

هيّا ننفض عنّا غُبار الكسل وهيّا نُشمّر عن سواعدنا ونعمل وعندئذ صدّقوني قد نجد هذه الظاهرة تحتضر وتختفي من تلقاء نفسها او تكاد فالتسوّل دون وجه حقّ هو عادة سيئة وقد تكون إرثًا غير طيّب .. وقد تضرّ بالمحتاجين والمعوزين الحقيقيين..

 

ناشط حقوقي و المدون اعل الشيخ/ابومدين