جريمة مدوية في نواكشوط.. والجاني حر طليق (تفاصيل)

-A A +A
خميس, 2017-06-08 16:40

(موريتانيا اليوم): مأساة أخرى في الجمهورية الإسلامية الموريتانية.. فصولها الختامية التي تطفح بغياب العدالة تتم في رمضان.

هذه بعض الكلمات المفاتيح أو العناوين الدالة على القصة التي أطلعت موريتانيا اليوم على تفاصيلها:

الاغتصاب.. تهريب متهم اعترف باقترافه تلك الجريمة.. مساومة مسكينة لمقايضة ما فقدته من شرفها مقابل مبالغ ستظل زهيدة مهما كبرت.

بدايات القصة ترجع إلى الشهور الأولى من هذه السنة، حيث قام أحد الجيران، الذي لم يراع حقوق الجيرة ولا واجبات المروءة بالاختلاف إلى منزل لجيرانه في حي كارفور، تقيم فيه سيدة أرملة وبنتها الأرملة هي الأخرى..

بدل أن يتسلل هذا الجار لتقديم مساعدات تخفيها يمينه عن شماله، تأبط سكينه، ووضعها على رقبة الأرملة الشابة..

صدمة الفظاعات التي ارتكب هذا المجرم جعلت المسكينة التي شهدت "موريتانيا اليوم" وضعيتها تصاب بهيستيريا ونوبات عصبية أصبحت تعتادها منذ تلك الليلة ـ الكابوس.

تحركت الأسرة على الصعيد العدلي، وقدمت شكاية ضد المجرم الذي ارتكب الفعل الحقير إياه.

وأمضت أشهرا.. وهي تعيش على أمل اعتقال المجرم..

وأخيرا.. أخيرا قبل أسبوع أصبح الجاني في قبضة الشرطة.. ولم يكلف اعترافه الشرطة كبير جهد من التحقيقات..

زار الفرح قليلا الأسرة المنكوبة.. فقد سقط المعتدي في قبضة العدالة.

دخلت على الخط مساومات عائلية لشراء القضية وتحويلها إلى سيولة رخيصة.. خمسمائة ألف.. مليون.. مليونان..

كان فارس المساومات هو وكيل الجاني، لكن الأم رفضت.

وحال الأرملة الوالدة التي تدافع عن بنتها التي أصيب بالعُصاب نتيجة اعتداء الجاني، حال هذه السيدة هو قول الشاعر أمل دنقل:

"لا تصالحْ!

..ولو منحوك الذهب

أترى حين أفقأ عينيك

ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

هل ترى..؟

هي أشياء لا تشترى.."

وطالت المساومات، والأسرة متمسكة بإنفاذ القانون في الجاني وهو حقها، وهو أيضا ما تتجه له الفعاليات الحقوقية والقانونية عالميا لمواجهة التفاقم الخطير في ظاهرة الاغتصاب، حسب متابعات موريتانيا اليوم..

وفجأة.. وفي غمرة النشوة بالقبض على المجرم والاطمئنان على أنه سيلقى مصيره العدل جزاء وفاقا، إذا بأزقة الحي تتدنس بخطاه..

لم يمر من شارع الأسرة المنكوبة.. لكنه صار حرا طليقا..

والأرملة الشابة المصابة بالهستيريا تتساءل: من أخرجه.. هو اعتدى علي أنا.. أنا رفضت استلام النقود.. رفضت العفو عنه.. أنا اريده أن ينال عقابه القانوني فقط ليصير عبرة لمن يعتبر.