جيرالد تافارا، نجم بيرو الطموح

-A A +A
أربعاء, 2014-08-20 11:25

شهدت بطولة كرة القدم الأولمبية للشباب 2014 التي تحتضنها مديمة نانجينج الصينية أهدافاً غزيرة إلى حدود الآن (22 هدفاً في أربع مباريات)، أي بمتوسط خمسة أهداف في كل مباراة. غير أن من بين جميع هدافي البطولة، وقد أتى الهدفان من ركلتين مباشرتين للاعبي بيرو فيرناندو باشيكو ثم جيرالد تافارا. وبفضل الهدفين تمكنت ترسانة لوس إنكاس يوم أمس الاثنين على انتزاع فوزٍ ثمينٍ على حساب أيسلندا (2-1).

 

كان ممثلو أمريكا الجنوبية متقدمين في النتيجة (1-0) عندما حصلوا على ركلةٍ حرةٍ ثانية من موقع متميز؛ وانبرى تافارا لتنفيذ هذه الفرصة وبعدما لمح حارس المرمى متقدماً عن مكانه أرسل كرةً لولبيةً بقدمه اليسرى فوق حائط الدفاع. ولم يجد حارس عرين منتخب أيسلندا أرون ستيفانسون بُدّاً من أن يتابعها وهي تنفلت من بين يديه وتستقر بأعلى الزاوية اليمنى. كان من أجمل الأهداف التي سجلت في البطولة.

 

عقب المباراة، صرح ابن مدينة ليما المتخصص في الضربات الحرة لموقع FIFA.com قائلاً: "قمتُ بمجهودٍ كبيرٍ لأسكن الكرة في الشباك. ركزت لسنوات طويلة على إتقان هذه الضربة خلال التدريب واستغرقت وقتاً أكثر مما يتطلبه أي شخص آخر. بطبيعة الحال هناك لاعبون متخصصون في الركلات الحرة ضمن المنتخب، وكُلّنا نتناوب على تنفيذها كلما سنحت الفرصة؛ لذلك فأنا مسرور أنني تمكنت من تسجيل هدف اليوم."

 

فرحة عارمة

سواء تعلق الأمر بصدفة أم بأمر محتوم فهذا اللاعب البيروفي صاحب رقم 7 يتقاسم حسه التهديفي –وكذا رقم قميصه داخل الفريق – مع مثله الأعلى ونجم البرتغال ونادي ريال مدريد كريستيانو رونالدو، بل ومع لاعبين بصموا تاريخ الكرة العالمية مثل جورج بيست وديفيد بيكهام ولويس فيجو. ولا عجب إذاً أن يتنافس زملاؤه في الفريق على هذا القميص.

 

وبهذا الخصوص، شرح نجم بيرو قائلاً: "بكل صراحة لم اختر هذا الرقم، لأنني لم أكن أستحقه؛ فالجميع في الفريق يُريد هذا القميص الذي يحمل رقم 7، إلا أنني محظوظ لكوني حصلت عليه؛ ربما القدر لعب لصالحي".

 

وبالإضافة إلى النجوم التي تجاوره هناك العديد من الجهات التي يتوجه لها بالشكر والامتنان؛ وفي هذا الصدد قال الفتى الواعد: "بدأت ألعب كرة القدم منذ نعومة أظافري؛ وعندما كان عمري إحدى عشرة سنة التحقت بأكاديمية الشباب التابعة لفريق سبورتينج كريستال ليما".

 

إذا حظيت بفرصة في المستقبل أتمنى أن تكون في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى. حلمي أن ألعب لريال مدريد في يوم من الأيام وأصير مثل كريستيانو رونالدوجيرالد تافارا

وتابع قائلاً: "خلال مقامي هناك ساعدني العديد من الناس كثيراً؛ فالنادي كان يملك برامج كثيرة خاصة بالشباب ولكافة الفئات العمرية، وها أنا ذا اليوم منخرط في أحد تلك البرامج. وآمل أن استمر بتطوير مستواي مستقبلاً وأوقع للنادي".

 

قد يكون تافارا متواضعاً إلا أن له أحلاماً كبيرةً؛ وهنا قال: "سأعمل دائماً بجد من أجل تطور أدائي؛ إذا حظيت بفرصة في المستقبل أتمنى أن تكون في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى. حلمي أن ألعب لريال مدريد في يوم من الأيام وأصير مثل كريستيانو رونالدو."

 

السعي وراء الذهب

بعد أن سرق الأضواء أمام أيسلندا، التي كانت تتمتع بروح عالية بعد بدايتها الموفقة في البطولة، فجأة أصبح بطل منطقة CONMEBOL تحت 15 سنة العام الماضي يتطلع لحصد إحدى الميداليات، بل هناك بعض وسائل الإعلام والمشجعين من تنبأ بنهائيٍّ بين كتيبة لوس إنكاس وجمهورية كوريا.

 

وبهدوء قال تافارا في هذا السياق: "لم يتسن لنا الوقت لمشاهدة مباراة كوريا الجنوبية الأخيرة؛ إلا أننا نعلم أننا نخوض بطولة من الطراز العالمي، ولا يمكننا الاستهانة بأي خصم، فمدربنا أخبرنا بأن نحافظ على هدوئنا وأن نتدرج خطوة خطوة".

 

وبهذا الهدوء والثقة داخل الميدان وخارجه، يبدو أن حظوظ بيرو وافرة في اعتلاء منصة التتويج. وكان مدرب لوس إنكاس، خوان خوسيه أور قد صرح لموقع FIFA.com قائلاً: "هدفنا أن نفوز بإحدى الميداليات؛ صحيح أن المباريات القادمة لن تكون سهلة، إلا أننا واثقون من قوتنا وثقة لاعبينا وهدوئهم. وبفضل كل هذه الخصائص سيكون بوسعنا  الفوز بإحدى الميداليات. وإذا أبلينا البلاء الحسن سنصبو إلى الذهب".