هل صندوق الناخب هو صندوق الشعب؟/ محمد عبد الله ولد أحمد مسكه

-A A +A
ثلاثاء, 2017-08-01 16:31

هل صندوق الناخب ..!! هو صندوق الشعب..!؟

وهل صندوق الشعب..!! هو الصندوق الأسود..!؟

الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي..

صندوق التأمين الصحي ..

صندوق الإيداع والتنمية ..

صندوق دعم الصحافة ..

صندوق الناخـــــــــــب ..

كلها أسماء كبيرة أعدت خصيصا لترفع من شأن الاقتصاد والصحة والإعلام والتعليم ومفهوم التناوب السلمي على السلطة وأن تعبر هذه الأسماء عن مشاريع عملاقة تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن لكن مع الأسف بدأت هي الأخرى مع الكثير من الإجراءات الإدارية والتعقيدات والأباطيل التي لا حصر لها والتي يمكن الاستغناء عنها .

ونظرا للظروف التي تمخضت عنها وخاصة الولادة القيصرية التي أنجبت (صندوق الناخب) والذي يعاني صعوبة في التنفس وخفة في الوزن وعدم الشرعية من أجل التصويت على تشويه العلم وتدنيس النشيد الوطني هو الآخر والعبث بالدستور ومواصلة الأزمة السياسية المثيرة للجدل وكذلك ما سيقوم به الرئيس محمد ولد عبد العزيز بناء على تصريحه في الزيارة الأخيرة للولايات الداخلية بأن هناك أمور وراء الكواليس قد لا ندري عنها شيئا كما هو الحال بالنسبة لقراءتنا للصناديق وخاصة الصندوق الأسود منها لكن ما هو الصندوق الأسود ؟

الصندوق الأسود لونه برتقالي وقد أضيفت له شرائط لاصقة وعاكسة لمساعدة المحققين لمعرفة مكان الصندوق بعد كارثة ما ولا بد للإشارة لتسميته بهذا الاسم أولا أن الصندوق كان أسود في بداية الأمر والثاني أن الصندوق يحتوي على كل ما يجري داخل الطائرة وتكلفة هذا الصندوق تقارب خمسة عشر ألف دولار (كما هو الحال لصندوق الناخب هو الآخر) إلا أن الصندوق الأسود يتميز بجودة وحدة الذاكرة ويقوم المهندسون بتعبئة المعلومات داخل لوحات الذاكرة ويتم مراجعتها كذلك كما يسجل جميع الأصوات بأنواعها من مشاحنات وحوارات ونداءات استنجاد وهذا ما يحتاجه المواطنون لمعرفة طبيعة هذه الصناديق وخاصة صندوق الناخب الذي هو مربط الفرس بالنسبة لنا..

هذا الصندوق قد يحتاج إلى مجموعة من الخبراء الفنيين والأمنيين وربما الإداريين والسياسيين ... إلخ

فمن المعروف أن (الصندوق الأسود) عندما تتحطم الطائرة تبادر السلطة لتشكيل فريق تحقيق متعدد الأغراض والوظائف للبحث عن هذا الصندوق من أجل المعلومات التي قد تؤدي إلى سبب فقدان هذه الطائرة أو الأسباب التي جعلت النار تلتهبها .. وبعد جهد جهيد وشاق .. والعمل الجاري على قدم وساق يتم البحث عن الصندوق .. لكنه في أغلب الأحيان لا يوجد ..!؟ وإذا وجد تقوم السلطة بفبركة تقرير (قد يكون سري أو علني) لا يهم المهم أن المعلومات مضللة بالكثير من الافتراءات والمغالطات .. والأباطيل التي لا تخدم الحق ..! مهما كان هذا الحق ..! وهذا ما وقعت فيه (اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات) وخاصة ما يسمى بصندوق الاقتراع أو الناخب على الأصح الأسود فقد أعد لهذا الغرض عدد هائل من الصناديق البيضاء من خلال مشاهدتها من أجل توزيعها داخل التراب الوطني وخارجه لكن هذه الصناديق (السوداء) قد تم استغلالها من طرف الحزب الحاكم (حزب الاتحاد من أجل المأمورية) بالتعاون مع اللجنة الوطنية (المستغلة) للانتخابات ذراع وزارة الداخلة الأيمن والإدارات المحلية التي بادرت بالكثير من الإجراءات التي لا تخدم مصلحة المواطن من بينها :

- التحكم في مكاتب التصويت من خلال الرئيس وأعوانه

- جميع المكاتب تحت وصاية شيوخ القبائل والوجهاء

- اللائحة الوطنية للانتخابات لم تتم مراجعتها وبالتالي لا يزال الكثير من الأشخاص الذين ماتوا على رأس هذه اللائحة

- الترغيب والترهيب من أجل مشاركة المواطن في العملية الانتخابية

- بعض المكاتب تم الإشراف عليه وإدارته قبليا والبعض الآخر أسريا نظرا لعدم وجود أصحاب البطاقات الأصليين نتيجة لمقاطعة المعارضة الجادة أو عدم أهمية العملية الانتخابية الهزلية برمتها أو القائمين عليها بالنسبة لهم كانت الضربة القاضية على هذه المكاتب التي ما زالت في طور النشأة ومحتاجة فعلا للدعم (مهما كان هذا الدعم) بما في ذلك القيام بتزويد الصناديق من بطاقات التصويت إذا دعت الضرورة .. ويبقي الحكم الشرعي أو القانوني هو سيد الموقف ..!!

- تراكم الأعمال لدى مراكز الحالة المدنية وعدم صدور بطاقات الهوية في الوقت المناسب

- فوضوية مراكز استقبال الناخبين وعدم الشفافية والنفوذ من أهم معوقات العملية الانتخابية الجارية

- ضياع بطاقات التعريف عند الكثير من الناخبين

- ضعف الرقابة القانونية وعدم وجود أصحاب الاختصاص بالإضافة إلى الهيمنة الإدارية والحزبية

لهذه الأسباب وغيرها لم يبقى للمواطن إلا أن يقاطع هذا الاستفتاء نظرا لعدم مشروعيته أصلا والعبث بالمقدسات وفبركة مواده الدستورية واعتماد نتائجه المعروفة مسبقا بناء على معلومات الصندوق الأسود والتي لا يمكن للمواطن أن يعرف حقيقته .. ولا حقيقة محاضره المزيفة .. ولا تقاريره المفبركة الخاصة به .. هذا في حالة وجوده..! أما في حالة فقدانه .. فحدث ولا حرج .. فربما ما زال البحث جاريا عن الطائرة الموريتانية (التي أخبارها عندنا جميعا) التي فقدت هي ومن فيها بمناسبة فرز نتائج الانتخابات الرئاسية في عهد الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع عندما نجحت المعارضة في نواذيبو وكانت الطامة الكبرى .. إلا أن الصندوق الأسود لم يوجد .. !؟ وفي حالة وجوده .. فمن سيفك لغزه ..!؟ ومن سيشاهده ..!؟ ومن يستمع إليه ..!؟ فنحن لا يمكننا البحث عنه في البحر .. ولا على اليابسة ..! أحرى أن نفك أسراره الغامضة .. وهذا هو ما نفقده نحن المواطنون ..! ويبقى السؤال المطروح .. هل صندوق الناخب .. هو صندوق الشعب ..!؟ وهل صندوق الشعب .. هو الصندوق الأسود ..!؟