الجزائر.. بلخادم من مستشار مقرب إلى معزول مبعد

-A A +A
أربعاء, 2014-08-27 07:03

بقرار مفاجئ من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تحول السياسي الجزائري البارز عبد العزيز بلخادم اليوم الإثنين من مستشار مقرب من الرئيس إلى معزول مبعد عن جميع أجهزة الدولة والحزب الحاكم في خطوة تسلط الضوء على خلافات الأطراف المتصارعة داخل جبهة التحرير الوطني.

 

 

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن: "رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أصدر، صباح اليوم الثلاثاء، مرسومًا يقضي بإنهاء مهام السيد عبد العزيز بلخادم بصفته وزيرًا للدولة مستشارًا خاصا برئاسة الجمهورية وكذا جميع نشاطاته ذات الصلة مع كافة هياكل الدولة".

 

وأضافـت نقلا عن مصدر في الرئاسة أن: "اتصالات تمت مع السيد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (عمار سعداني) قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء مهام السيد عبد العزيز بلخادم ضمن الحزب ومنع مشاركته في نشاطات كل هياكله".

 

وشغل بلخادم عدة مناصب في الدولة منها رئيس للبرلمان ووزير للخارجية ورئيس للحكومة ووزير الدولة ممثلا خاصا لبوتفليقة، وأيضا أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني في الفترة ما بين 2003 - 2012.

 

ولم يكشف عن سبب هذه الإقالة المفاجئة ما ترك المجال واسعا أمام التكهنات بشأن الرجل الذي كان كثيرون ينظرون إليه كمرشح محتمل لخلافة بوتفليقة رغم مناوئته لقوى ذات تأثير داخل النخبة الحاكمة في الجزائر.

 

وقالت وسائل إعلام محلية إن بلخادم أثار غضب بوتفليقة بتعليقات اعتبرت محاولة للزج به في صراع على الزعامة داخل جبهة التحرير.

 

وحاول بلخادم إزاحة الأمين العام الحالي عمار سعداني.

 

كما أن هذه الإقالة تأتي غداة مشاركة بلخادم في الجامعة الصيفية (لقاءات تعقدها الأحزاب صيفا) لإطارات (كوادر) حزب "جبهة التغيير" (إسلامي معارض)، التي نُظمت أمس الإثنين تحت شعار "التحوّل الديمقراطي مسؤولية المجتمع، السلطة والمعارضة".

 

وحضر بلخادم هذا اللقاء إلى جانب "كِبار" معارضي الرئيس بوتفليقة، يتقدّمهم "خصمُهُ" في الانتخابات الرئاسية 2014 و2004 رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، وكذلك رئيس الحكومة الأسبق أيضا أحمد بن بيتور، ورئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي إلى جانب وزير الخارجية الأسبق أحمد عطاف ووزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحّابي.

 

وكان بلخادم وسعداني بين أبرز السياسيين الذين خاضوا حملة ترشيح بوتفليقة في أبريل نيسان الماضي وساعداه على الفوز بفترة رابعة مدتها خمس سنوات رغم ضعف صحته بعد أن أصيب بجلطة دماغية في العام الماضي.

 

ويقول مراقبون إن الساحة السياسية في الجزائر تهيمن عليها منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962 مجموعة من قدامى جبهة التحرير ورجال الأعمال وقادة الجيش ويتصارعون من أجل النفوذ وراء الكواليس.

 

ويتمتع بوتفليقة بدعم بين الجزائريين الذين يعتقدون أنه صمام أمان للإستقرار في بلد مازال يعاني من صدمة حرب استمرت عشر سنوات في التسعينات مع إسلاميين مسلحين أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص.

 

وتركت تلك التجربة أثرا عميقا في المجتمع الجزائري حيث يخشي كثير من الجزائريين إندلاع ثورة ويرون الإضطرابات في الدول المجاورة بعد ثورات الربيع العربي تهديدا لإستقرار بلدهم.