رداء الدين.. و لا ثوب التقوى

-A A +A
اثنين, 2017-10-09 09:20
الولي ولد سيدي هيبة ـ كاتب صحفي

لا شك أننا مسلمون، الحمد لله، و تلك نعمة ما فوقها نعمة و إن كنا لا نقدرها حق قدرها. نستظل بالإسلام دينا لكننا و لا نلبسه ثوبا إيمانيا كاسيا من العري الروحي و الخواء الأخلاقي. ترانا باسمه نبني المساجد فنسيرها كملكيات خاصة و ننزع عنها صفة "بيوت الله" في حروب التسميات و تفاوت المواقيت واختلاف الطرق و خصام القبض و السدل..

 

و لا ترانا نلبس الإحسان فنصدق بلا رياء و نعدل بلا خوف و تحارب الغلو و الشطط و نقطع الطريق على الشيطان في غواته المضلة المذلة. نعم في الخارج ما زال غَيرُنَا يَذكرنا بالسمعة التي بناها الأجداد و لكنه ما أن يصل إلينا حتى يرهقه سوء واقعنا و تناقض أحوالنا و قربنا من "الجاهلية" بأبشع صورها، فلا يرى هيبة و شموخ المساجد التي قدم بسخاء أمولا لبناءها و قيامها، و لا يلمس في الخلق العام و المسلك التعاملي دفئ تعاليمها.

 

فهل عرفنا الإحسان الذي هو ليس مجرد كلمة، بل قول، وعمل، وجهاد، وتَضحية، وبَذل، وتَنازل، وكرمُ أخلاق، و أعلى مَراتب القُرب من الله تبارك وتعالى.. و هل نعمل بمقتضاه؟

 

نخب الإملاقُ الفكري و التغريد خارج سرب الحداثة

كيف لأمة أن تتقدم و تكسب رهان التنمية الشاملة و جُل مثقفيها يخلفون الوعود إذا عاهدوا و لا يحسنون التصرف إذا حضروا؟ مثقفون تسميةً و  وصفا و عنوانا لكنهم أبعد ما يكونون، في ترجمة الثقافة التي تشبعوا بها، عن السلوك المتحضر و المتمدن الذي يبهر و يحتذ فيرفع و يصلح.

 

إنها الحقيقة المرة التي يأباها العقل السليم و يفرضها في مرارتها الواقع العنيد. و كيف لبلد تسير نخبه بزيت الماضي الثقيل و يُبطئ حراكها القسري الإملاقُ الفكري و النشازُ  بالتغريد خارج سرب الحداثة على إيقاعات الادعائية و الكبر و التغني بالأمجاد؟