أنغولا: أحد أكثر البلدان فقرا وفسادا "تحظر الإسلام"

-A A +A
أربعاء, 2014-08-27 11:17

أعلنت انغولا "حظرا على الإسلام " وبدأت حملة موسعة لهدم المساجد ومنع المسلمين من أداء شعائرهم الدينية، وهو ما دانته منظمة التعاون الإسلامي، التي قالت أمس، إنها "صدمت" من تقارير عن "حظر الإسلام" في أنغولا.

وتعد أنغولا، وفق مصادر متطابقة، أحد أكثر البلدان فقرا وفسادا في العالم على الرغم من ثرواتها النفطية والمعدنية الهائلة.

ووفق مواقع اخبارية عديدة استندت في معلوماتها الى صحيفة "لانوفيل تريبيون" المغربية الناطقة بالفرنسية  "فإن الإجراءات الأنغولية تأتي على خلفية قرار جريء من الحكومة لمحاربة التطرف الإسلامي".

ونقلت الصحيفة المغربية تصريحات من مصادر عدة ومسؤولين أنغوليين، منهم وزيرة الدولة للثقافة، روزا كروز، التي أكدت أنه "لم يتم بعد إجازة الإسلام وممارسة المسلمين لشعائرهم قانونيا من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان لذا سيتم غلق مساجدهم حتى إشعار آخر".

ونقلت الصحيفة المغربية تصريحات للرئيس الانغولي خوسيه ادواردو دوس سانتوس، مع صحيفة "اوسو" النيجيرية "الاثنين، وصف فيها حملة بلاده على الإسلام" بأن هذه هي نهاية التأثير والنفوذ الإسلامي في بلادنا".

ودعا متحدث باسم منظمة التعاون الإسلامي، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي وجماعة البلدان الناطقة بالبرتغالية والمجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف حازم من قرار الحكومة الأنغولية المذكور، والذي يعد خرقا سافرا لحقوق الإنسان الأساسية والحريات الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".

كما دعا الحكومة الأنغولية إلى "توضيح موقفها من التقارير الصحفية المذكورة".

وقال إن المنظمة "تنتظر من السلطات الأنغولية أن تتخذ إجراءات فورية للتراجع عن القرار المذكور وتعطي بذلك الدليل على احترام ثقافة السلام والتسامح، بما في ذلك التسامح الديني".

ولم تحدد تقارير وسائل الإعلام التي نقلت أخبار الحملة على الإسلام والمسلمين هناك السبب الرئيسي وراء ما يحدث، خصوصا أن الإسلام منتشر في هذه البلاد منذ عقود.

وتعد انغولا الدولة الافريقية الغنية بالنفط والمعادن والغارقة في الفقر أول بلد في العالم يحظر الإسلام ويتخذ تدابير من خلال تدمير المساجد على أراضيه.

على ان تقارير صحفية افريقية لفتت الى أن المسجد الوحيد الموجود في العاصمة "لواندا" تم هدمه وتسويته بالأرض، حيث سبق لسلطات المدينة تفكيك مأذنة المسجد في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.

وبرر حاكم العاصمة الأنغولية بينتو فرانسيسكو، إقدام السلطات على هدم المسجد، زاعما "أن المسلمين المتطرفين ليسوا موضع ترحيب في أنغولا والحكومة غير مستعدة لإضفاء الشرعية على وجود المساجد في البلاد".

ويمارس الشعائر الإسلامية في أنغولا ذات الغالبية الكاثوليكية عدد كبير من عرب المهجر وعلى رأسهم الجالية اللبنانية والسورية والجاليات الإسلامية من دول أفريقيا الغربية.

ونقلت المواقع عن وزيرة الثقافة الأنغولية روزا كروز إي سيلفا، أن المساجد المنتشرة في البلاد سيتم إغلاقها لإشعار آخر، واصفة الإسلام بـ"الطائفة التي سيتم حظرها نظرًا لتعارضها واختلافها مع الثقافة والتقاليد الأنغولية".

وفي استنكار لقرار السلطات الأنغولية، اعتبر مفتي مصر، شوقي علام، أن هذا القرار "ينشر الكراهية" بين الشعوب. وقال علام، في بيان صدر عن دار الإفتاء المصرية إن "ما حدث يُعبر عن روح ضيقة وغير متسامحة، كما أنه يمثل استفزازاً، ليس لمسلمي أنغولا فحسب، بل لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم، فضلاً عن أنه يعبر أيضاً عن عنصرية وتطرف وتحريض ضد المسلمين".

ودعا مفتي مصر المسلمين في أنغولا إلى "عدم الاستجابة لتلك الاستفزازات، وأن يعبروا عن استيائهم بالوسائل والأساليب العقلانية والحضارية، التي تنسجم مع الصورة الحقيقية المشرقة لسماحة الإسلام، حتى لا تتخذ السلطات ما قد يحدث من ردود أفعال لإثارة المجتمع تجاه المسلمين هناك".

وطالب مفتي مصر، في بيانه، مؤسسات المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وقادة وشعوب الدول، بـ"التصدي لمثل هذه الانتهاكات العنصرية، التي ترسخ الكراهية والعنف بين الشعوب".

وتقول مواقع إخبارية إن المسلمين في انغولا يتعرضون بشكل متكرر الى العنف في مختلف أنحاء البلاد، موضحة أنه تم حظر 194 طائفة أخرى في البلاد التي يشكل المسلمون فيها أقل من 1 % من السكان، الذين يصل عددهم إلى 19 مليون نسمة.

ونقلت المواقع عن دبلوماسيين غربيين في أنغولا تأكيدهم لصحة المعلومات بشأن "حظر الإسلام" وهدم المساجد.

لكن مصدرا دبلوماسيا في سفارة أنغولا في واشنطن، رفض الكشف عن هويته، نفى في تصريحات لوسائل إعلام أميركية النبأ. وقال وفقا لصحيفة انترناشينال بزنس تايم إن: "أنغولا لا تتدخل في الأديان. ولدينا أديان وطوائف متعددة: كاثوليك، بروتستانت، مسلمين انجلين وهذا دليل على حرية العبادة في أنغولا".

وحسب نشرة للبنك الأهلي المصري، فإن اقتصاد أنغولا انتقل من حالة من الفوضى الناجمة عن ربع قرن من الحرب الأهلية إلى أسرع الاقتصادات نموا في افريقيا وواحدة من الأسرع في العالم.

ووفق البنك فإن الفقر ما يزال منتشرا على نطاق واسع، لافتا الى منظمة مكافحة الفساد الشفافية الدولية تقيم أنغولا كواحدة من البلدان الـ 10 الأكثر فسادا في العالم وفق تقييم أصدرته في العام 2005.