متى كان التطاول على الجيش والأمن إنارة رأي عام؟

-A A +A
اثنين, 2017-10-23 08:22
عبد الرحمن ولد بل

قبل يومين كتب أحد الببغاوات على صفحته بموقع فيسبوك ما نصه "سأوسيطرو على العالمي يومن مينا الايامي" فعلق له أحد متابعيه ناصحا "سيطر على إملائك أولا...

 

استحضرت قصة هذا الببغاء الذي يرسوا مستواه عند مرحلة ما قبل التعليم الأساسي وهو يمني النفس بل يوهمها بتوليه قيادة الكون بأسره، وأنا أتابع قصة ببغاء آخر في "موقع تقدم" شطح به الخيال فارتقى مرتق صعبا ليختلق جملة من الأكاذيب بحق جهازي الشرطة والدرك الوطنيين وقائديهما الفريقان محمد ولد مكت والسلطان ولد أسواد وبعدهما قائد الثانوية العسكرية العقيد الحسن ولد مكت بعد الكشف عن بنك معلومات كانت تحتويه هواتف السناتور محمد ولد غدة ومكن من تفكيك خلايا وكيانات موازية كانت تتغلغل في مفاصل الدرك والأمن وتعمل بشكل حثيث لحساب رجل الأعمال بوعماتو.

 

المؤسف في الأمر هو أن الببغاء المذكور يزعم أنه بذلك يكون قد مارس حقا أصيلا وهدفا نبيلا ومسعى كريما غايته إنارة الرأي العام "هزلت" بواقع جهازي الدرك والشرطة فلم يستند إلى وقائع محددة أو معطيات موثقة أو مصادر معلومة بل التجأ لما يتناسب ومستواه من أفكار وسخة وأسلوب ركيك وألفاظ منحطة ليكيل الشتائم لقادة المؤسسة العسكرية والأمنية كأفراد ويعرض بأسرهم بصورة عكست حجم الإفلاس وخيبة الأمل التي بات يواجهها مرؤوسوه جراء تساقط الأقنعة عنهم وتلاشي أوراق التوت التي كانوا يتسترون خلفها.

 

لست هنا لأثبت أن ما سطرته أنامل الببغاء المذكور مجرد بذاءات وصولة جبان بحق قادة عسكريين وأمنيين أكفاء يؤدون واجبهم المهني اتجاه البلد ونظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز بحنكة وصرامة، ففي الأسلوب المتبع لديه ما يدفع عنهم كل شبهة ويغني عن كل مرافعة وفي التوقيت (غير الأنسب) ما يفضح المتآمرين معه من وراء الستار.

 

ولست هنا أيضا أيها الببغاء لأستعرض تاريخ من دفعوا لك المال مقابل ما صدر عنك من نقيق، بل لأبكي حال ومآل ما وصلت إليه المهنة الصحفية من تمييع جعلها الوجهة الأوحد والطريق السالك لكل من لم ينل شرف إكمال دراسته الابتدائية جاعلا من شتم أشراف البلد رأيا حرا والتآمر على الوطن موقفا سياسيا والتطاول على المؤسسات الأمنية والعسكرية إنارة رأي عام والتعريض بالأسر والأفراد حرية تعبير ومن هذا كله وسيلة معاش.

 

لقد بات لزاما على المؤسسة العسكرية والأمنية وهي تخوض حربا على الإرهاب والفساد والجريمة المنظمة وتجار المخدرات في واقع إقليمي وشبه إقليمي مضطرب أن تضع حدا لتطاول الأقزام عليها في الداخل قبل الخارج ولا أريد هنا غير إنفاذ العدل والقانون فلما السكوت ولما التجاهل ما دام كل ببغاء أمن العقاب ساء عليها الأدب؟ ومتى كان التطاول على الجيش والأمن إنارة رأي عام؟.