التائهـــــون ...

-A A +A
أربعاء, 2017-10-25 16:16

تطالعنا من وقت لآخر عناوين وأنباء مثيرة ... تكاد لا تخرج عن حيز شبه دائم عماده، تهويل الأوضاع القائمة بمختلف حيثياتها وأبعادها، شد الرأي العام وشغله بمظلوميات مفتراة، تشويه سمعة شخصيات وطنية مرموقة، إلصاق تهم هنا وهناك...

تقف وراء ذلك أحيانا جهات تقدم نفسها على أنها أصوات إعلامية صادحة بالواقع! كما تتستر خلفها أحايين أخرى جهات يعسر تصنيفها تزاوج بين المتكآت الحقوقية والاجتماعية و السياسية والثقافية وغيرها محاولة التأسيس لمشاريع عرجاء تراوح مع تعدد خلفياتها ومشاربها بين الدعايات الشرائحية والإتنية والمناطقية المقيتة، فتتجلى انساقا تفكيرية لا مستنيرة تشوه الحقائق وتضلل الرأي العام ومبتدئي القراء، مستخدمة بث الشائعات الزائفة والأساليب الركيكة النابية....

إنه نهج سقيم، ومنطق أعرج وزيف مكشوف لم يعد ينطلي على أحد، وواقع إعلامي يندى له الجبين ...، قوامه زمرة من التائهين المنسلخين من القيم والثوابت الوطنية، تتهافت لكسب المال بشتى الطرق وتتسكع أمام كل الشرفات، وتزاحم في جميع المهاوي والمظان السافلة.

أيها التائهــون ؛

هل وفرتم فرصة لتدنيس شرف هذا الوطن وتشويه سمعته؟

كم حاولتم إظهاره بأقبح الصور، وأبشع المظاهر؟

كم ساومتم بكيانه ومستقبله في المزادات المشبوهة؟

كم ضحيتم بالوطن والقيم والأهل والأرض مقابل عرَضٍ زهيد على تلك الموائد النتنة؟

هل من بقية لهذا الوطن بعدما صورتم من كوارث وأزمات وأهوال ومطبات؟

هل تمكنتم من حشره في قائمة دول الجحيم العربي الملتهبة؟

هل تمكنتم من جعل قيادته تترنح وتهوي تحت تأثير مكائدكم؟

هل تمكنتم بما تمتلكون من وسائل التمييع والتضليل ان تحدثوا شرخا في أغلبيته الحاكمة؟

كم سددتم من سهام حاقدة، وتهم باطلة لأعلى هرم في السلطة؟

كم حاولتم زرع الشك والريبة بينه وبين أقرب مقربيه واخلص معاونيه؟

فكم أقلتم من الحكومات، وكم أجريتم من التعديلات، وكم توقعتم من التخمينات والتداعيات؟

وهل كان شيئا مما تصفون أو تقصدون؟

أيها التائهــون؛

كفى خسة وعمالة، كفى خبثا وخيانة، كفى بهتانا وسفالة، كفى كيدا وحسدا، كفى مكرا وحقدا، كفى كفى كفى ...

فهذا الوطن قوي عزيز بعون الله وعزيمة المخلصين من أبناءه.

 

حـــد زيـــن