تشهد عدة أحياء من مناطق إعادة التأهيل التي تشرف عليها وكالة التنمية الحضرية بالعديد من مقاطعات نواكشوط، تصاعدا غير مسبوق في حالات التوتر الاجتماعي التي بلغت، في بعض الأماكن حد المواجهات المباشرة بين السكان حول الأحقية بالملكية على القطع الأرضية.
ففي منطقة إعادة تأهيل عشوائيات منطقة تن السويلم بمقاطعة دار النعيم احتدم الصراع بين عائلتين حرمتهما فرق الوكالة من حسم الملكية لإحداهما بحجة وجود "مداخلة"؛ أي وجود إحدى العائلتين في ثلاثة أرباع المساحة التي تسكن الأخرى في الربع الباقي.
وضعية تركتها الهيئة المكلفة بالقضاء على السكن العشوائي في نواكشوط دون تسوية، فقام أحد الطرفين بالتمدد بالبناء داخل منطقة جاره؛ ما جعل الأخير يتقدم بشكوى لدى الوكالة التي أمرت الجميع بإبقاء الوضع على ماهو عليه قبل أن يجد الطرف المتظلم نفسه مجبرا على حماية "حوزته" في وجه إصرار خصمه على مواصلة التحدي فوقع الشجار بشكل عنيف مع إصابات جسدية طفيفة.
وفي توجنين اشتبكت مجموعة من ضحايا "المداخلات" بسبب محاولة أحد السماسرة بيع قطعة أرضية تسكنها عائلة لكنها في مداخلة مع أخرى؛ حيث جاء المشتري لمعرفة حدود الأرض ليصطدم بسكان المساحة الذين طردوه وهددوه إن سولت له نفسه أن يطأ "أرضهم" بعدها.
وفي هذه الأثناء تواصل وكالة التنمية الحصرية؛ ممثلة في إدارتها العامة ; منح القطع الأرضية لمن تشاء بما في ذلك مساحات تم إحصاء سكانها وتسليمهم أوصالا تثبت أحقيتهم بها، وكلما اعترض هؤلاء على تلك التجاوزات، تأتي الوكالة بجرافاتها مصحوبة بعناصر من القوة العمومية فتهدم مساكن المعنيين وتدفع بهم للعيش في العراء.
