تداول العديد من رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا فقرات من نص المقابلة التي خَص بها رجل الأعمال الموريتاني، محمد ولد بوعماتو، مجلة فرسية مؤخرا؛ حيث اتسمت غالبية تدوينات وتغريدات هؤلاء في موقعي فيسبوك وتوتير، بالسخرية من بعض تصريحات الرجل.
أكثر فقرات المقابلة إثارة للتعليقات كانت تلك التي أعلن من خلالها ولد بوعماتو أنه سيتفرغ، من الآن فصاعدا، لمواجهة الأنظمة الدكتاتورية في القارة الإفريقية وتخصيص جانب معتبر من ثروته لهذا الغرض؛ وهو ما أثار موجة عارمة من السخرية لدى المدونين والمغردين الذين اعتبروا أن الرجل أسس ما وصفوها بإمبراطوريته التجارية من خلال التحالف الوثيق مع نظام الرئيس الموريتاني الأسبق، معاوية ولد الطايع، الذي اعتبر هؤلاء أن "من الممكن وصفه بأي شيء سوى أنه ديمقراطي منفتح على خصومه السياسيين".
كما سخر آخرون من حديث ولد بوعماتو عن موريتانيا في ظل الرئيس الحالي محد ولد عبد العزيز؛ حيث وصف العدالة في البلد بأنها مجرد إدارة للسجون وأداة لتكريس الظلم والاستبداد؛ مذكرين بأنه، هو نفسه، كان في طليعة الداعمين للرئيس ولد عبد العزيز أيام كان هذا الأخير يواجه صعوبات بالغة في تمرير انقلاب أغسطس 2008 والترشح بعد ذلك للرئاسة عبر صناديق الاقتراع.
ورأى هؤلاء أن هذا الموقف المناوئ للسلطة في موريتانيا لم يظهر قبل تفاقم الخلاف بين ولد بوعماتو والرئيس ولد عبد العزيز؛ معتبرين أن تزامن هذا الموقف مع التحقيقات التي تجريها السَّلطات الموريتانية، منذ بعض الوقت، حول تمويلات مشبوهة قدمها ولد بوعماتو، من منفاه الاختياري، لسياسيين ومنتخبين ونقابيين وصحفيين داخل موريتانيا.
