من هو الأقرب لخلافة ولد منصور على رأس حزب "تواصل" ؟ (تحليل)

-A A +A
خميس, 2017-12-21 09:50

(خاص / موريتانيا اليوم) تتجه أنظار جميع المنتسبين لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، ذي الخلفية المنبثفة عن فكر الإخوان المسلمين، ومعهم المراقبون المهتمون بالشأن السياسي في موريتاتيا، صوب مؤتمر الحزب الملتئم غدا الجمعة بقصر المؤتمرات في نواكشوط، والذي يتوقع أن يسفر عن انتخاب رئيس جديد للحزب؛ بعدما أكمل رئيسه الحالي؛ محمد جميل ولد منصور، الفترة القانونية المحددة في النصوص الأساسية للحزب بعهدتين فقط.

النائب البرلماني السابق : السالك ولد سيدي محمود

وفيما يرى كثير من السياسيين على أن الكاريزما القوية التي يت بها ولد منصور تزيد من صعوبة إيجاد خليفة له في قيادة "تواصل" يحظى بنفس المستوى من الالتفاف القاعدي، والقدرة على التعاطي مع مختلف الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة السياسية في البلد؛ بحنكة وذكاء نادرين؛ يرجح آخرون أن تتفاقم الخلافات بين المؤتمرين بشأن اختيار زعيم للحزب يكون أقرب للرئيس المنصرف من ناحية التعاطي العقلاني مع الاستحقاقات والإكراهات السياسية الراهنة وتلك التي تلوح في الأفق.

الاستاذ : الشيخاني ولد بيبه

وضعية تجعل خيار البحث عن شخصية توافقية لخلافة ولد متصور أمرا واردا وملحا؛ إذ من غير المأمون على بقاء الحزب وتماسكه، على التوصل لخيار توافقي يرضي مختلف الأطراف المتنافسة (بشراسة) على قيادة "حزب الإسلاميين" كما يحلو لأوساط واسعة داخل الرأي العام الموريتاني تسميته.

الدكتور : محمد محمود ولد سييدي

بيد أن التوصل لهذا الخيار التوافقي يتطلب وبدوره، تجاوز بعض الحساسيات الداخلية ونبذ جملة من الاعتبارات التي تحكم هذا النوع من الاستحقاقات الحزبية في موريتانيا عادة.

مصادر خاصة من داخل أروقة مؤتمر حزب "تواصل" أكدت لوكالة "موريتانيا اليوم" أن الخيارات المتعلقة بالمرشح التوافقي لخلافة الرئيس محمد جميل ولد منصور باتت تنحصر بين ثلاث شخصيات قيادية في الحزب: الوزيران السابقان، الدكتور محمد محمود ولد سييدي وحبيب ولد حمديت، والدكتور كنانة ولد انقرة عمدة بلدية الرياض حاليا، والمدير التنفيذي لجمعية "المستقبل" التي تم حلها من قبل السلطات العمومية سنة 2014 ، و عضو المكتب التنفيذي للحزب منذ نشأته.

الوزير السابق حبيب ولد حمديت

غير أن اتساع هوة الخلاف بشأن الشخصية الأحق بقيادة الحزب في الظرفية الراهنة، واحتدام التنافس على خلافة "الرئيس المؤسس"؛ تجعل من الصعب حسم المعركة التوافقية "الخيار أ" في اختيار أحد الثلاثة الانفة الذكر ، ليتم اللجوء للجوء لـ "الخيار ب" المتمثل في صراع الاطرف التقليدية في الحزب ، و في هذا الخيار ستنحصر المنافسة فيه بين كل النائب السابق، السالك ولد سيدي محمود، والشيخاني ولد بيبه؛ أمين عام جمعية "الحكمة" التي تم حلها في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، ومدير الحملة الانتخابية لـ"تواصل" خلال نيابيات وبلديات 2013.

جولة يرى أغلب المحللين المتابعين لمسيرة الحزب، وتنظيم التيار الإسلامي في موريتانيا من قبله، أن والد سيدي محمود يبقى الأوفر حظا في كسبها دون عناء؛ بالنظر إلى جملة من الاعتبارات الموضوعية، لعل في مقدمتها رصيده النضالي الغني إلى حانب الرئيس محمد جميل ولد منصور، وخاصة مواقفه القوية والموفقة في أكثر الظروف السياسية التي مر بها إخوان موريتاتيا قساوة؛ بما في ذلك حملات الإعتقال والمنفى.

فإلى جانب كونه حافظ على تماسك التنظيم، أيام اعتقال قادته البارزين ووجود رفيق دربه، ولد منصور، في المنفى الإجباري بأوروبا؛ كان ولد سيدي محمود وراء فكرة "المشاغلة" المتمثّلة في ترشيح رئيس الدولة الأسبق محمد خونا ولد هيدالة في رئاسيات 2003 كما نجح في خلق تحالفات ظرفية مع أحزاب سياسية قائمة مكنت تيار "الإصلاحيين الوسطيين" (تواصل لاحقا) من المشاركة في الانتخابات البلدية والتشريعية التي جرت سنة 2006 إبان المرحلة الانتقالية؛ حين اعتمدت موريتانيا قانونا انتخابيا يحصر الترشح للاستحقاقات الانتخابية في الأحزاب السياسية.

اللافت في المنافسة المحتدمة على رئاسة "تواصل" ما بعد ولد منصور هو غياب زعيم المعارضة الديمقراطية، عمدة بلدية عرفات، الحسن ولد محمد؛ الذي كان إسمه يتردد في مرحلة التحضير للمؤتمر الحالي.

غياب (أو انسحاب) يعزوه بعض العارفين بمسار وتركيبة حزب "تواصل" إلى عوامل من أبرزها كون الرجل لم يبلغ لزعامة مؤسسة المعارضة من خلال استحقاق تنافسي طبيعي؛ وإنما اختاره الحزب عندما أصدم تولي ولد متصور (رئيس الحزب) بعقبة قانونية تتمثل في اشتراط أن يكون زعيم المعارضة شخصية منتخبة، بموجب مخرجات حوار 2011 بين الأغلبية وأحزاب ما عرف حينها بكتلة "المعاهدة".