هكذا تحدثت موريتانيا \ اعل الشيخ سيد الخير

-A A +A
اثنين, 2014-09-01 07:19

أنشأتها ظروف استثنائية في العلاقات الدولية فصدق المستعمر أن لا مبيت بها لغير أبناء الأرض الذين سقوا أشجارها دماء غنية بحليب البقر، رحلت فرنسا لا تلوي على شيء رغم الغزل الذي خطب به كتابها ود حدائق آدرار!

 فما كانت لتقيم بأرض ،أهلها عندهم طاقة على جلاد أكبر قوة بوسائل بدائية، فقدرت سيدة المستعمرين بفكرها النابليوني تسامح المقاومين واستثمرته لصالحها فتركت البلاد بين يدي رجالها المخلصين، وأوحت إليهم أن أقيموا نظامي ولا تخذلوني وأنا وأخواتي عليكم حافظين، قام المؤسسون كما شاءت إرادة الله أن يفعلوا فكانوا بالصورة اللتي عرفها عنهم الوطن والمواطن، وسار التاريخ على هذا الطريق ينحرف عن سكته ويستقيم عليها أخرى حتى جاء قوم شداد غلاظ لا يعصون الغي ما أمرهم وأتمروا بتلك الجوهرة النفيسة فهموا ببتر رجلها ليفككوا جمال تناسق ألوانها ،

الله كم كانت فكرة سادية! ،

ألأجل جمالها تنقمون عليها ؟

، ماكنت أظن الشعر حقا حتى سمعت تلك القصة وقرأت هذه الأبيات :

مَنْ ذا يُحاسبني على ما في دمي

مِنْ لُؤلُؤٍ .. وزُمُرُّدٍ .. ومَحَارِ؟

أَيُناقِشُونَ الديكَ في ألوانِهِ ؟

وشقائقَ النُعْمانِ في نَوَّارِ؟

تلعثمت تلك الفتاة وهزت قرطها ، وسوت ملحفتها وصفرت لقطيع البقر فحكت هذه الأبيات وعلى خدها دمعة على الإبن العاق ..

فهل يمكن فتح باب التشرذم و لكل حاجة تدعوه إليه ؟

أبدا!

قال الوطن من أراد أن يرحل فليذهب مرفوقا بالسلامة دون أن يقتطع شيئا من الأرض وليسانده من شاء من قادة الغوغاء ، فأنا باق وبراميل من دماء أبنائي البررة مستعد لسقيي من جديد !

التقسيم هو نهاية الأوطان خاصة أنه لا توجد شريحة منفصلة في هذا الوطن فالأقوام متعايشون لولا لغط الساسة ، وجداول أعمالهم اللتي لا يراعى في طياتها إلا حجة للذهاب إلى المكتب . فما يشاع من بغض بين الشرائح لا يحس به إلا اولئك الذين انقطعوا مع مجتمعهم وأصبحت أعينهم على النقطة السوداء في الصفحة البيضاء.

هذا لا ينفي أن هناك أمور يجب النضال من أجلها بل يوجب علينا إدخال الكثير من الحركات الوطنية في كير ينفي خبثها، وما يدب على معدنها من حشرات سياسية لا تفيد ولا تستفيد ولا تقوم لها قائمة ولا يستقيم لها رأي ، أصابها الهوك فأصبحت تتلقف سواقط الأفكار حتى زلت عن طريق النضال ، تالله لا تحتاج موريتانيا أكثر من التفكير بهدوء ثم إذكاء نضال أساسه الإحترام ولا تنسوا يا أبناء هذا الوطن أن هناك مجد صنعه الأبطال في ساحة الوغى بسببه أصبح لديكم وطن !