هكذا سألني كابر هاشم، وهكذا جاء الرد !

-A A +A
أحد, 2018-02-11 22:41

في بداية العشرية الأولى من القرن الحالي، أجرى الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع تعديلا وزاريا دخل بموجبه عدد من الشخصيات إلى الحكومة؛ كان من ضمنهم الفقيه لمرابط ولد محمد الأمين الذي تم تعيينه وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي.

وغداة هذا الإجراء، قررنا، في صحيفة "السفير"، التي كانت تصدر آنذاك بشكل أسبوعي، إعداد قراءة تحليلية في ذلك الحدث السياسي الذي فرض نفسه موضوعا للساعة، فكانت تلك المهمة من نصيبي.

توجهت مبكرا نحو مقر الجمعية الوطنية لاستطلاع آراء بعض النواب من الحزب الجمهوري (الحاكم) وبعض زملائهم من المعارضة، الذين دخلوا البرلمان بموجب نتائج نيابيات 2001؛ وهناك التقيت، صدفة، بالأستاذ الأديب والشاعر والإعلامي الكبير محمد كابر هاشم، الذي كان يومها موظفا بالجمعية الوطنية، حيث دعاني، برحابة صدره المعهودة وكرمه الحاتمي المشهود، لتناول الشاي معه في مكتبه فقبلت دون تردد.

وخلال تجاذب أطراف الحديث معه، أطلعته على سبب وجودي هناك بعد أن سألني عن ذلك من باب حرصه على تقديم أية تسهيلات فد أحتاجها..لكنه فاجأني بهذا السؤال: "أيوه، ما عرفتونا كان وزارة الثقافة جبرت وزير؟"، فأحبته بكل تلقائية : "ذيك أثرها ما عاد عليها لمرابط ولد محمد الأمين؟"... فقال: "أح، ما عيني اعل التوجيه الإسلامي.. أنا امسول اللاَّ عن الثقافة" !عدت إلى مكاتب الصحيفة وشرعت في تحرير موضوع "القراءة التحليلية في التعديل الوزاري"، وكانت عبارات كابر هاشم تستحوذ على ذهني، وسؤاله عن وزير للثقافة منفصل عن قطاع التوجيه الإسلامي، يفرض نفسه على تفكيري؛ لأجدني أختم موضوع الصفحة الرئيسية للعدد الذي يصدر في اليوم الموالي، بهذه الفقرة: «(...) في انتظار تعديل حكومي آخر يلبي تطلعات الساحة السياسية الوطنية في تغليب معيار الكفاءة والاستحقاق على معايير المحاصصة الجهوية والفئوية، والمقايضات الحزبية أحادية اللون؛ ويقدم جوابا لأكثر التساؤلات وجاهة وإلحاحا داخل أوساط المشهد الثقافي:

متى تجد الثقافة وزيرا للثقافة؟» لم أتوقع لحظة واحدة أن ذلك السؤال العابر الذي داعبني به عملاق الأدب والشعر والإعلام، بلا منازع، الأستاذ كابر هاشم (رحمه الله) يمكن أن يحدث وقعا سريعا كالذي جاء به أول تعديل وزاري يجريه الرئيس ولد الطايع بعد صدور عدد "السفير" المذكور؛ حيث استُحدث قطاع وزاري للثقافة والصناعة التقليدية أوكلت حقيبته للوزير حمود ولد امحمد، فيما أدمج التوجيه الإسلامي مع محاربة الأمية عبر تحويل كتابة الدولة المكلفة بمحاربة الأمية والتعليم الأصلي إلى وزارة للشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي !

رحم الله كابر هاشم وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة

من صفحة الاعلامي السالك ولد عبد الله في أفيسبوك