قال إزيد بيه..قال ولد محم / محمد عبد الله ولد لحبيب

-A A +A
اثنين, 2014-09-08 12:46

قليلة هي المرات التي صادف أن لقيت فيها وزير العلاقات مع البرلمان الجديد، ولا تكاد ذكرياتي معه تعدو سلاما عابرا في عرصات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، أيام كان يصرح بتأففه من التدريس فيها، ويقدم مادته حصتين في العام الدراسي، شافعا بمكانته الرائقة لدى ساكن القصر الرمادي، وبموقعه مديرا للمدرسة العليا للتعليم... أزمن كان السعد مساعدا.

 

من المرات النادرة التي التقيت فيها الدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود لقاء في ندوة/ لحظة صفاء بأحد الفنادق في العاصمة أيام جفوة البلاط، كان الدكتور المفوه قادما من خيبة جائزة شنقيط (التي خاطب فيها الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله قائلا لن أسامحكم بحقي في الجائزة وسأخاصمكم أمام الله تعالى).

يبدو أن أستاذ التاريخ والخطابي الناصري خاصم ولد الشيخ عبد الله قبل ذلك، فانحاز إلى الساكن الجديد، حارس الساكنين الراحلين، مستشارا، قبل أن يجتاز به الموكب إلى مقر الوزارة التي استعادت اسمها أيام ناصريين آخرين سكناها. أقاما قليلا وارتحلا.

كانت لحظة الصفاء الجافية التي جمعتني عيانا بالألمعي الستيني محاضرة لأستاذ الأديان بالجامعة القطرية محمد بن المحتار الشنقيطي، وقد خاطبه فيها ابن عمه الأكبر كما قدم نفسه قائلا: لقد أسأت إلي وسامحتك (سامحتك نقيض سأخاصمكم أمام الله تعالى).

شرح ولد محمد محمود سر العبارة ذات المقطعين بأن ابن عمه كتب عنه ذات مساء من حكم ولد الطائع مقالا بعنوان: "إزيد بيه ولد محمد محمود .. ثراء اللغة وفقر الضمير" وكان سر السماح الذي أسعف الشنقيطي ولم يسعف أهل جائزة شنقيط هو أن محمد المختار رفع اسم القبيلة في سماء المعرفة...أما أهل الجائزة فلم يعاملوا هذا الاسم بما يليق. لم يرفعوه في سماء الجائزة، ولم يسعف التناص بين الاسمين، في تقليص الهوة بين طريقتي التعامل.

كان مقال الشنقيطي تعليقا على مداخلة للدكتور في استقبال ولد الطائع بمدينة كيفه، (ليس مشاركة للدكتور في برنامج الاتجاه المعاكس، كما صحح لي بعض المعلقين مشكورا) ، ظهر فيها ابن عمه الأكبر منافحا عن قرارات وخيارات ولد الطائع بلسان ومنطق متهالك.

لم أوفق لحد الساعة في متابعة خرجات الوزير الدكتور الإعلامية لأقيم مدى توفيقه فيما يصوغ، ومع ذلك أوقن أن صياغة ما يريده القصر لن يطرح مشكلة لسيد الصياغات اللغوية المجنحة، ولن يبذه ولد محم في الاستماتة في التعبير عما يُظَن أنه مراد الرئيس محمد ولد عبد العزيز... إلا أن تجنيح صياغاته قد يحرمه شيئا من حصافة ولد محم.

 

سيختبر الموريتانيون ناطقا جديدا باسم النظام حلو المنطق، مطوح العبارة، ولن يجد ما تبقى الوزارة المنكوبة بلعنة الصحافة فعلا يوميا يقود إلى تغيير واقعها.

قول ولد محمد محمود إنه جاء للدفاع عن برنامج الحكومة/ الرئيس، وليس للهجوم على المعارضة لا يدل على أكثر من كونه كان متابعا لخرجات ولد محم، وهو يحاول إقناع نفسه بأنه سيختط لخرجاته سبيلا آخر، وتلك خصلة لو ملكها لما كان وزيرا في حكومة المأمورية الثانية، ولما كتب عنه الشنقيطي ما كتب.

لا يعدو الأمر أننا كنا نصبح ونمسي على قال ولد محم وسيكون إمساؤنا وإصباحنا على قال ولد محمد محمود.... أما المتكلم الأول فهو قابع هناك، معتجر بالعمامة، يتكلم بما يريد أن يقوله ولد محم وإزيد بيه أو غيرهما، ممن ستحله الأيام خلف تلك المنصة مساء كل خميس، تحدق فيه العيون وتبرق لوامع الكامرات على أسارير وجهه تنفرج وتتقطب على وقع مؤشر ضغط سيد القصر المعتجر هناك بعمامته.