اسرائيل: الموت قادم من الداخل

-A A +A
سبت, 2018-10-27 15:33

ابراهيم شير

منذ 70 عاما وجد كيان غريب في قلب العالم العربي اطلق عليه اسرائيل هذا الكيان اريد له ان يكون دولة ليهود العالم في 14 من مايو – ايار لعام 1948، فاجتمع الكل تحت هذا المسمى، وظنوا ان باجتماعهم هذا ستكون لهم الغلبة، ولكن هل يكون هذا التجمع والاختلاط هو سبب الهزيمة له؟

يتكون المجتمع الاسرائيلي من عدة قوميات على رأسها اليهود “الاشكناز” الذين قدموا من اوروبا الشرقية وسيطروا على الكيان بشكل كامل وتولوا مقاليد الحكم، وتم تمثيلهم لاحقا بحزب العمل، وهنا عمل هذا التيار على ادخال العلمانية بشكل ما الى كيان الاحتلال وخلقوا نوع من التزاوج بينهما، الا ان ذلك لم يعجب التيار المتطرف من اليهود الذين قاموا بانقلاب سياسي عام 1977 اثر فوز حزب الليكود اليمني المتطرف بالانتخابات، وهو ما جعل المتطرفين اليهود يحكمون البلاد بوجه ما يسموا انفسهم بالعلمانيين، فباتت احياء باكملها في القدس المحتلة والمدن الفلسطينية المحتلة الاخرى تخضع لسيطرة المتطرفين وخارجة عن نطاق دولة الاحتلال. ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ هذا الكيان من ناحية التغير في التركيب الاجتماعي وطبقاته وفي علاقة الجماعات المختلفة ببعضها البعض أو علاقتها بالدولة.

الصراعات والانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي تؤدي الى خلخلة الوضع بشكل دائم، هذا المجتمع يعاني من عدة انقسامات داخلية، خاصةً في ظل قرب اختفاء اليسار الإسرائيلي من الساحة السياسية وهو الذي يمثل العلمانية بنسبة لليهود. وذلك بعد ان ظهرت بوادر تحول النظام السياسي إلى نظام يميني عنصري. فموجة العنصرية والتعصب أصابت مفاصل مهمة في المجتمع الإسرائيلي، سواء عبر الفتاوى الدينية أو القرارات والقوانين الحكومية.

أشكال الصراع الداخلي في اسرائيل تتعدد. والمجتمع منقسم بين يهود اوروبيين مثل “الأشكناز” ويهود شرقيين وهم “السفارديم” وما بينهما من صراع يمتد منذ تأسيس دولة الاحتلال. وهناك المتدينون المتطرفون وهم “الحريديم”. وهناك اليهود الروس واليهود القادمون من افريقيا وعلى راسها اثيوبيا “الفالاشا”.

في عام 2009 عندما فاز اليمين المتطرف بالاغلبية في انتخابات الكنيست، قام باعتماد عدد من القوانين العنصرية التي تترجم سيطرة اليمين المتدين في الدولة والمجتمع. وهو ما خلق صراع فيما بعد بين اليهود انفسهم ووجهوا اسئلة وجودية لكيانهم الا وهي هل هم دولة مدينة او دولة دينية؟ خصوصا ان المتطرفين يواصلون بشكل يومي محاولاتهم قمع اصوات العلمانيين في كيان الاحتلال.

الفساد ازمة جوهرية ومهمة تضرب كيان الاحتلال فيكاد لا يوجد رئيس وزراء للاحتلال او مسؤول مهم غير فاسد واخرهم كان بنيامين نتنياهو، الذي يحاكم الان هو وزوجته سارة بتهم الفساد المختلفة. فيما اتهم رئيس وزراء الاحتلال ايهود اولمرت، بالفساد وتم سجنه. اما رئيس الاحتلال موشيه كاتساف، وجهت له عدة تهم ابرزها الفساد والتحرش الجنسي.

المجتمع الاسرائيلي يعاني من ازمة هوية حقيقية، لانه يحاول الاهتمام بالمهاجرين بشكل كبير، لكي يكونوا مصدر شرعية له بالخارج، الا ان اليهود الذين يعيشون داخل كيان الاحتلال، يكونون دائما مستعدين للهجرة منه ان وجد اي تهديد عليهم ولو صاروخ سقط في منطقة مفتوحة او ترابية. لذلك من يتابع قنوات الاحتلال ومواقعه الالكترونية يرى ان هناك اعلانات دائمة تروج للقيام بسياحة في فلسطين المحتلة بدلا من الذهاب الى اوروبا، او وضع تسهيلات كبيرة لليهود المقيمين في الولايات المتحدة واوروبا للقدوم الى فلسطين المحتلة، وهو ما يؤكد ان هناك ازمة كبيرة تضرب في صميم المجتمع الاسرائيلي.

مجتمع الاحتلال يعاني من ازمات مدمرة ولو استمر على هذا النحو لعقد من الزمن، سيقوم بانهاء نفسه بنفسه.

كاتب واعلامي سوري

ابراهيم شير

منذ 70 عاما وجد كيان غريب في قلب العالم العربي اطلق عليه اسرائيل هذا الكيان اريد له ان يكون دولة ليهود العالم في 14 من مايو – ايار لعام 1948، فاجتمع الكل تحت هذا المسمى، وظنوا ان باجتماعهم هذا ستكون لهم الغلبة، ولكن هل يكون هذا التجمع والاختلاط هو سبب الهزيمة له؟

يتكون المجتمع الاسرائيلي من عدة قوميات على رأسها اليهود “الاشكناز” الذين قدموا من اوروبا الشرقية وسيطروا على الكيان بشكل كامل وتولوا مقاليد الحكم، وتم تمثيلهم لاحقا بحزب العمل، وهنا عمل هذا التيار على ادخال العلمانية بشكل ما الى كيان الاحتلال وخلقوا نوع من التزاوج بينهما، الا ان ذلك لم يعجب التيار المتطرف من اليهود الذين قاموا بانقلاب سياسي عام 1977 اثر فوز حزب الليكود اليمني المتطرف بالانتخابات، وهو ما جعل المتطرفين اليهود يحكمون البلاد بوجه ما يسموا انفسهم بالعلمانيين، فباتت احياء باكملها في القدس المحتلة والمدن الفلسطينية المحتلة الاخرى تخضع لسيطرة المتطرفين وخارجة عن نطاق دولة الاحتلال. ومن هنا بدأت مرحلة جديدة في تاريخ هذا الكيان من ناحية التغير في التركيب الاجتماعي وطبقاته وفي علاقة الجماعات المختلفة ببعضها البعض أو علاقتها بالدولة.

الصراعات والانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي تؤدي الى خلخلة الوضع بشكل دائم، هذا المجتمع يعاني من عدة انقسامات داخلية، خاصةً في ظل قرب اختفاء اليسار الإسرائيلي من الساحة السياسية وهو الذي يمثل العلمانية بنسبة لليهود. وذلك بعد ان ظهرت بوادر تحول النظام السياسي إلى نظام يميني عنصري. فموجة العنصرية والتعصب أصابت مفاصل مهمة في المجتمع الإسرائيلي، سواء عبر الفتاوى الدينية أو القرارات والقوانين الحكومية.

أشكال الصراع الداخلي في اسرائيل تتعدد. والمجتمع منقسم بين يهود اوروبيين مثل “الأشكناز” ويهود شرقيين وهم “السفارديم” وما بينهما من صراع يمتد منذ تأسيس دولة الاحتلال. وهناك المتدينون المتطرفون وهم “الحريديم”. وهناك اليهود الروس واليهود القادمون من افريقيا وعلى راسها اثيوبيا “الفالاشا”.

في عام 2009 عندما فاز اليمين المتطرف بالاغلبية في انتخابات الكنيست، قام باعتماد عدد من القوانين العنصرية التي تترجم سيطرة اليمين المتدين في الدولة والمجتمع. وهو ما خلق صراع فيما بعد بين اليهود انفسهم ووجهوا اسئلة وجودية لكيانهم الا وهي هل هم دولة مدينة او دولة دينية؟ خصوصا ان المتطرفين يواصلون بشكل يومي محاولاتهم قمع اصوات العلمانيين في كيان الاحتلال.

الفساد ازمة جوهرية ومهمة تضرب كيان الاحتلال فيكاد لا يوجد رئيس وزراء للاحتلال او مسؤول مهم غير فاسد واخرهم كان بنيامين نتنياهو، الذي يحاكم الان هو وزوجته سارة بتهم الفساد المختلفة. فيما اتهم رئيس وزراء الاحتلال ايهود اولمرت، بالفساد وتم سجنه. اما رئيس الاحتلال موشيه كاتساف، وجهت له عدة تهم ابرزها الفساد والتحرش الجنسي.

المجتمع الاسرائيلي يعاني من ازمة هوية حقيقية، لانه يحاول الاهتمام بالمهاجرين بشكل كبير، لكي يكونوا مصدر شرعية له بالخارج، الا ان اليهود الذين يعيشون داخل كيان الاحتلال، يكونون دائما مستعدين للهجرة منه ان وجد اي تهديد عليهم ولو صاروخ سقط في منطقة مفتوحة او ترابية. لذلك من يتابع قنوات الاحتلال ومواقعه الالكترونية يرى ان هناك اعلانات دائمة تروج للقيام بسياحة في فلسطين المحتلة بدلا من الذهاب الى اوروبا، او وضع تسهيلات كبيرة لليهود المقيمين في الولايات المتحدة واوروبا للقدوم الى فلسطين المحتلة، وهو ما يؤكد ان هناك ازمة كبيرة تضرب في صميم المجتمع الاسرائيلي.

مجتمع الاحتلال يعاني من ازمات مدمرة ولو استمر على هذا النحو لعقد من الزمن، سيقوم بانهاء نفسه بنفسه.

كاتب واعلامي سوري