عن الأديب الكبير محمد ولد أبنو ولد احميدا

-A A +A
جمعة, 2014-09-26 15:29

هو محمد بن أبن (عبد الله) بن احميدا (محمد محمود) بن مولود بن المختار بن أحمد بن حبيب الله (حبوب) بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن مولاي يعقوب الجامع و ينتهي نسبه إلى الحاج الشقروي الذي يرجع إلى يعود إلى الشريف بو بزول الحسني.

أمه : ميمونة بنت المختار بن اعبيد الله بن المختار.

ولد محمد بن أبن سنة 1897 م في منطقة (رقاب العقل) وقد نشأ نشأة مدللة مترفة حيث كان والده من أوسع القوم ثراء وكان منزله كثير الوراد كثيف الألاف وكان محمد وهو الإبن البكر للأسرة والوحيد لديها لمدة ثماني سنوات موضع إيثار الجميع وتدليله ، وكان كلا والديه حريصا على تنشئته تنشئة متميزة يغريه بذلك ما لمسه وشاهده من مخايل النجابة عليه .

فبعد أن لقن أصول التهجي والقراءة استأجر له والده معلما خاصا به هو محمذن بن احميدات الديماني وعهد إليه بتحفيظه القرآن الكريم فكان أول ما قام به هذا المعلم أن اختبر درجة إجادته القراءة وتمييزه بين المهمل والمعجم مما يتشابه فكتب كلمة (خزيت) وقال له اقرأ فتبسم الطفل وقرأها (جزيت) متعمدا إبدال الخاء جيما فقال المعلم حسبي حسبي بورك فيك ! لقد أجدت القراءة والأدب وهكذا حفظ القرآن على يد هذا المعلم وكانت ميوله أدبية منذ صباه الطري وقد نمٌى ذلك لديه وعمقه ما كان يتردد على سمعه من جلساء أبيه الذين كثيرا ما كانوا يفيضون في أحاديث الأدب وأخباره وينشدون الشعر بشقيه الفصيح والعامي .

وكان والده ابن بن احميدا متذوقا للشعر الفصيح محبا له كما كان مجيدا في الشعر الحساني كثير الرواية منه ، وكان يروّيه الأشعار والأزجال ويبصِّره بالأوزان ويريه مواقع الإبداع والإجادة مقارنة بمكامن الإسفاف والغثاثة وقد ساهم في التطور السريع لشاعريته الغنائية (الزجلية) ما كان يجريه والده من مساجلات ومطارحات أدبية معه فلم يتجاوز الثانية عشر من عمره حتى كانت شاعريته قد استوت على قدم وساق وما زال بعض هذه المساجلات مرويا محفوظا لدينـا حتى اليوم .

وقد درس محمد بن أبنُ في عدّة محاظر ، من أهمها محظرة المرابط أحمدّ بن أحمذيّه الذي أولاه عناية كبيرة ومحظرة الشيخ محمد حامد بن آلاّ التي أضاف فيها درسا من اللغة إلى درسه في النحو ، فصار يأخذ كل يوم درسا في الصباح ودرسا في المساء، ومحظرة أحمد بن محمد محمود بن فتى التي كان من أول من درسوا عليه فيها بعد عودته من محظرة يحظيه بن عبد الودود وتفرغه للتدريس .

هذه نماذج من شعره :

قال في الفخر

كان ضَاقْ الراوِ ننباوْ =ذاكْ باشْ الروصْ ارْفِدْنَ

ؤلا اعْلينَ كِنّ لفراوْ =ؤلا نزوزُ زاد ابلدنَ

كانْ گام امغنِّ زداحْ =مولْ لوحْ ؤلاهِ يلتاحْ

داحْ شورِ بغن تزْداحْ =كنتْ گبلُ تاركْ لغنَ

ما يْطَوّلْ كلبْ افْنُباحْ =كانْ زامْ الليثْ افْرَكْنَ

ؤكانْ جانِ لغنَ مزروگ =طوْگ مِنُّ يَعْلَ عن طوْگ

مانّتّگ كونْ ابلعروگ =ذاكْ باشْ انعدلْ لغنَ

ؤلا نگاطعْ بغنَ مصروگ =ؤلا يْزوزْ اعليَّ مَعْنَ

و قال مخاطبا الناجي ولد حمني وهو ابن عمه وليس أخاه كمكا يظن البعض :

مذكور الناج عاد هك=بالمولع بيه إناج

وان ذ عندي يندرك=وموسع فيه أناج

بي كاع ال ما انشك=افش وساه الناج

 

الناج خوي وايشير=اسغر مني والخو اسغير

عذر مانلل ما اكبير=اعل الناج تجلاج

ي الناج خوي لا ادير=ش فخلاكك والا ج

 

ولهفي الغزل

جيتْ الْ لِخيامْ امعَا ارْواحْ = الشمسْ ؤتَو امْجِينَ

مانِكْ شَيْنَ ، ومع اصْباحْ =امْشَيْنَ مانكْشَيْنَ

 

يَيَاقُوتَ خالاكْ حدْ =خلوِيّ جَلّجْتينِ

بيهَ يغيرْ امنينْ بعدْ = اظْحَكتِ ظحّكتينِ

ويقول أيضا

اللهْ اسَلّمْ ولْ بايْ = = الْمشّانِ منْ هكْ جايْ

إِلينْ اعطيتْ أيامْ رايْ= = منْ منتْ الشيخْ امْلا ڰَ

واللهْ مانِبغِ ڰاعْ شايْ = = اتْـليتْ افْذِ لخـْــــــلا ڰَ

فَـــوّتْ الفاتْ امْن اشهَرْ = = فِظّـــحكْ الما يُتــــــا ڰَ

واسْوَ بالْبڰْـْــرَ ڰاعْ مرْ = = عاڰِبْ ذاكْ ؤُ بالنّــــا ڰَ

ويقول :

محملَّ ابن بعدْ = = ملسَ عندُ هندُ

ؤلاهُ جاحِدْ عنْ حَدْ = = عنهَ ملسَ عندُ

 

كان مهابا لايعترضه الشعراء وكأنهم يتمثلون قول أحدهم فيه :

أشْبَهْ حَـــدْ إلى ڰـــدْ = = عنْ صَــيدْ إداشغْــَر

يِـتــمَـــزْرَ وانَ بعـــدْ = = انــْــدَورْ نِــتمــــزْرَ

 

وهذا قول أحد أهل هدار لكن لا أذكر أيهم .