السفير د. موسى محمد عمر يروي لـ"موريتانيا اليوم" محطات مساره من الخرطوم إلى طوكيو (ح. 1)

-A A +A
ثلاثاء, 2018-12-11 17:46

مكة المكرمة - موريتانيا اليوم (خاص) - على هامش الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية حول الوحدة الإسلامية ... مخاطر التصنيف والإقصاء؛ التقى موفد وكالة "موريتانيا اليوم" الخاص إلى المؤتمر، بالدبلوماسي السوداني، المهندس المعماري د. موسى محمد عمر الذي يشارك في هذا المنتدى الإسلامي الهام، حيث روى له قصة مساره التعليمي والمهني بدأ من الضفة الشرقية للنيل الأزرق، مرورا بالدراسة في الخرطوم، وصولا إلى طوكيو؛ عاصمة اليابان بأقصى شرق آسيا.

ولد المهندس الدكتور موسى محمد عمر سنة 1942 في منطقة الجريف شرق السكنية على الضفة الشرقية للنيل الأزرق تتبع لولاية الخرطوم؛ وذلك قبل أربع سنوات على الفيصان المدمر الذي ضرب المنطقة عام 1946، وأجبر السكان الناجين على الانتقال إلى أماكن أخرى داخل العاصمة؛ وهناك التحق بالتعليم العام الذي كان يتم باللغة الإنگليزية قبل أن تبدأ البلاد تعريب مناهجها التربوية عند الاستقلال عن بريطانيا.

التحق بمدرسة خور طقت الثانوية التي كانت يومها حريصة على إدخال أكبر عدد من تلامذتها إلى جامعة الخرطوم، وهي إذ ذاك فرع من جامعة لندن العريقة وكان من ضمن من تمكنوا من ذلك بتفوق، حيث تم قبوله في كلية الهندسة وتحديدا في قسم التصاميم المعمارية.

يقول د. موسى محمد عمر : "مع ثورة 1964 أصبح لجامعة الخرطوم موقع متميز لدى المجتمع، وثارت نشاطاتها جاذبة للجمهور؛ فكانت لنا مباراة تنافسية ضمن فريق الجامعة لكرة السلة ضد أحد فرق العاصمة،كما كانت لنا ندوات سياسية وعلمية، وأنشطة جمعوية ثقافية وأخرى للصداقة.. عندها قمت بتأسيس جمعية الصداقة السودانية اليابانية التي نظمنا من خلالها معارض عن اليابان وأنشطة ثقافية أخرى في نفس السياق كان يحضرها العديد من الطلبة وأفراد الجمهور؛ وقد أعجب هذا النشاط سفارة اليابان في الخرطوم حيث كانت تبعث من يمثلها لحضور معظم أنشطتنا والى دعوتنا لحضور احتفالاتها الرسمية بالأعياد الوطنية اليابانية؛ ما خلق علاقات شخصية بيني وبين الدبلوماسيين اليابانيين.

تنبهت السفارة اليابانية لأهمية دور الطلاب ففتحت الباب أمام التحاقهم بالجامعات اليابانية، اعتبارا من عام 1968 لتبدأ الدراسة في العام الموالي، 1969.

وبعد تقديم 50 من الطلبة السودانيين للحصول على منح للدراسة في اليابان، قبل منهم اثنان فقط كنت أحدهما؛ مع أنني كنت، حينها، مهندسا في وزارة الأشغال العامة، منتدبا لمصلحة السياحة؛ وصادفت تلك السنة اضطرابات طلابية شديدة في اليابان، احتجاجا على تجديد اتفاقية السلام بين بلادهم والولايات المتحدة الأمريكية؛ ما تسبب في تأخير قدومي لليابان حتى الأسبوع الاول من سنة 1970...".

بعد مسار دراسي حافل وشاق في بلاد الغربة، تخللته صعوبات تعلم اللغة اليابانية وقرار الرئيس جعفر النميري بإغلاق سفارة السودان في طوكيو؛ ضمن إجراءات شملت تقليص عدد البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج؛ بدأ د. موسى محمد عمر مرحلة التفرغ للدعوة الإسلامية بعدما هدى الله للإسلام، على يده، صديقا يابانيا كان يقيم معه في القسم الداخلي للجامعة وساعده في تعلم اللغة المحلية.

ويتابع د. موسى حديثه لـ"موريتانيا اليوم"، قائلا: "في عام 1973، وبعد إعادة فتح السفارة في طوكيو، ذهبت للحج إلى الديار المقدسة بدعوة من حكومة المملكة العربية السعودية، حيث رافقني رئيس جمعية المسلمين في كوريا الجنوبية، الإمام محمد يوم؛ وهو من الذين تلقوا تعليمهم باللغة اليابانية؛ ما جعلني، في الواقع أحد مترجميه من العربية والإنجليزية....). (يتواصل بحول الله)