انطلاق أعمال مؤتمر مكة المكرمة بمشاركة 1000 شخصية تمثل 127 دولة (تقرير مصور)

-A A +A
أربعاء, 2018-12-12 15:33

 مكة المكرمة (موريتانيا اليوم) - خاص / أشرف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل؛ مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، زوال اليوم الأربعاء، على انطلاق فعاليات المؤتمر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان "الوحدة الإسلامية - مخاطر التصنيف والإقصاء"؛ وذلك تحت الرعاية السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ وبحضور أكثر من 1000 مشارك من القيادات الدينية والفكرية والأكاديمية، والباحثين قدموا من 127 دولة.

ونقل موفد وكالة "موريتانيا اليوم"إلى المؤتمر عن الجهات المشرفة على تنظيمه قولها إن رابطة العالم الإسلامي تهدف من وراء هذا اللقاء النوعي الواسع إلى وضع خطة استراتيجية شاملة للتصدي لمشاريع الكراهية والصراع الطائفي؛ من خلال جمع كلمة العلماء والدعاة والمفكرين المسلمين، وتقريب وجهات نظرهم، مع ترسيخ المفهوم الإسلامي والحضاري لسنة الله تعالى في الاختلاف والتنوع، والتأكيد على مسؤولية الجميع في توحيد الصف الإسلامي الداخلي مع خين التعامل والتعاون الأمثل مع الآخر (غير الإسلامي) بما يعكس قيم هذا الدين الحق الداعي والمحب للسلام والوئام والرافض لجميع أشكال التطرّف والعنف والإرهاب.

وأوضحت ذات المصادر أن المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار "الوحدة الإسلامية": مخاطر التصنيف والأقصاء"، يهدف - أيضا - إلى اقتراح مبادرات علمية وعملية بغية التصدي لمشاريع العداء والكراهية و الصراع الطائفي؛ وكذا تعزيز الوعي بأهمية نشر قيم الوسطية العلمية والفكرية والاجتماعية وبيان حقيقة الدين الإسلامي للبشرية جمعاء.

سمو الأمير خالد الفيصل قال في كلمته الافتتاحية "إن نظرة سريعة إلى واقعنا المعاصر لكفيلة أن ندرك ضرورة تجاوز الصور السلبية التاريخية التي أثقلت حاضرنا ، و سيبقى فهمنا للمستقبل مشوشا إن لم ندرك أبعاد تلك التراكمات التاريخية و آثارها على مسار الاة الاسلامية ، لذا نحن مدعوون إلى نشر الوعي ، و تصحيح المفاهيم المغلوطة ، و أستيعاب سنة الاختلاف ، من خلال نصب جسور الحوار و التفاهم و التعاون نحو الوفاق و الوئام و العمل الجاد و النظر للمستقبل بأفق واعد مفعم بروح الاخوة و التضامن ."

و أضاف سمو الامير أن " على علماء الامة الاسلامية و مفكريها إشاعة ثقافة الوحدة الجامعة و إيقاف خطاب الكراهية ، و بث روح المودة و التصالح ، و إرساء السلم المجتمعي ، و إيقاف خطاب الكراهية ، و بث روح المودة و التصالح ، و إرساء السلم المجتمعي ، و نبذ العصبيات المذهبية و الدعوات الطائفية و الاقصائية ، بترسيخ ثقافة الاختلاف الايجابي ، و الايمان بسنة الخالق سبحانه في التنوع و التعدد ، و إعلاء مفاهيم الاخوة و الحوار و الاعتدال على كل اعتبار ، أيا كانت ذرائعه ."

من جانبه ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي؛ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، كلمة قال فيها إن " هذا اللقاء الوحدوي، في تقريبه للرؤى والاجتهادات، والتفافه حول المشتركات، دافعا بمشاعر الأخوة الإسلامية نحو التطلع الأمثل، محذرا من مخاطر التصنيف والإقصاء، مع تعزيزه لمفاهيم الدولة الوطنية وقيمها المشتركة، يعد الأول من نوعه (كما وكيفا) تحت مظلة رابطة الشعوب الإسلامية في رحاب مكة المكرمة.

 و أضاف العيسى أن "هذا اللقاء الاستثنائي هو، في المرتبة الأولى، لقاء كبار علماء ومفكري الأمة المشهود لهم بالرسوخ من قبل الجميع.

 عندما نجد ان عموم مفتي العالم الإسلامي وكبار علمائه معنا اليوم، ملبين عودة الرابطة لموضوع هذا المؤتمر المهم، منعقدا في الرحاب الطاهرة، ندرك يقينا ان وجدان سادة الأمة في العلم والفكر ينطوي على خير وفير، مبشرا بمستقبل أكثر وعيا وعطاء في مواجهة مخاطر الشقاق والفرقة، والتطرف والإرهاب، ومخاطر النظرة العجلى نحو الآخر غير الإسلامي في زمن يتطلب مزيدا من التأني والحكمة والنظر بتمعن في المآلات، علاوة على أهمية سبق الجميع بحسن النوايا وإرادة الخير لهم، فهذا الموتمر جاء في سياق الهداية الربانية، حيث يقول الحق سبحانه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

إنه لقاء الحوار والتقارب والخطط العلمية لتحقيق التطلعات التي نتوخاها جميعا من مخرجاته، وما أحسن أن يكون الأخ قريبا من أخيه، حسن الظن به، يبادره بقبول عذره وفهم سنة الله في الاختلاف والتعدد، مع تبيان ما يراه حقا وصوابا، بالحكمة والموعظة الحسنة، دون استعداء ولا استعلاء ولا تشهير، فضلا عن مجازفات التكفير ونحوه.

و أضاف الدكتور العيسى  "لقد أثبتت استطلاعات الرابطة التشخيصية أن السبب الرئيس لعدد من السلبيات والتداعيات يكمن في ثلاثة أمور.

 أولها: غياب الحوار المنفتح بأدبه العالي، فالإنسان عندما ينغلق على نفسه أو على مجموعته الخاصة فإنه يدور حول ذاته في حلقة مفرغة تستحكم مع الزمن، منكفئة على نفسها ومتوجسة من غيرها.

 وثانيها: السجالات العقيمة بين المذاهب والطوائف بذرائع واهية، عادت بمفاسد تفوق مصالحها المتوهمة، وشاهد ذلك حالة التداعي المطرد بينها، وغير خاف أن بيان الحق يسبقه التأليف والرحمة واللين مع الجميع، كما هو خلق الإسلام الرفيع، مع اليقين بأن كلا منا مكلف بالبلاغ فحسب، ومن ضاق ذرعا بعد ذلك، أو زاد عنتا وشغبا فقد نكث أخوة الإسلام وسمته.

وثالثها: التهافت السلبي على الريادة الروحية في خصوص شأنها العلمي والفكري، وهنا نقول إنه لا ريادة حصرية في ذلك لإي فرد ولا مؤسسة؛ إذ لا كهنوت في الإسلام، كما أنه لا عصمة لأحد بعد نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكل تهافت في هذا هو - في ثاني الحال - دعوة لغلق السعة العلمية، مع إلغاء الآخرين، وفرض الهيمنة عليهم من جانب واحد، معزاحترازنا في هذا إلى أهمية إرشاد العموم.

وثمن الدكتور العيسى "الرعاية الملكية الكريمة لمؤتمر الرابطة الدولي"، مبرزا أن حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهد الأمين ـ حفظهما الله ـ تواصل دعمها ورعايتها لكل مناسبة تناقش شؤون الامة الإسلامية وسبل تحقيق وحدتها.