مَعَالِمُ الخِطَابِ الانْتِخَابِيَّ الأَنْسَبِ للمَرْحَلَةِ الَحَالِيَّةِ

-A A +A
ثلاثاء, 2019-02-19 09:58
المختار ولد داهى،سفير سابق

يزداد المشهد السياسي "انتعاشا" كلما اقتربت الآجال ذات الصِّلة "بالاستحقاق الأكبر"-الاستحقاق الرئاسي الذى يتنزل هذا العام ضمن سياق و مَسَاقٍ دستوري غير مسبوق  ؛ و تتأكد الحاجة إلى "خطاب انتخابي  مستديم" ينتزع انتزاعا ثقة الناخب و لا يفرط فى السلم الأهلي و قابلية الأجيال القادمة فى  التعايش المستقبلي.

و من الملاحظ أن "السجال السياسي "الذى يسبق و يواكب الاستحقاق الأكبر  -كَدَأْبِ كل الديمقراطيات الراسخة" -لا زال "باردا"  عقيما من الأفكار غير متناسب مع تاريخية و "لا مسبوقية"  الحدث الذى يصنفه كثيرون بأنه الحدث الانتخابي الأهم فى التاريخ الموريتاني الحديث، و فى تقديرى -بالغ التواضع طبعا-أن الخطاب و السجال الانتخابي  الأنسب لهذه المرحلة يجب أن يتصف بالصفات التالية:-

أولا- التشبع بالرؤى و الأفكار و المشاريع المجتمعية:  لعلَّ من أوجب الواجب أن يكون الخطاب الانتخابي حَمَّالَ رؤى و أفكار طموحة طموحا "ناطحا للسحاب"  متناغما مع الواقعية و قابلية التنفيذ و وضوح و "رقمية" وسائل و آجال الإنجاز. 

و يجب أن يَفِرَّ الخطاب الانتخابي من ضيق و حرج الشخصنة و "الخداع الانتخابي"  إلى سعة الجماعية و الالتزام الطموح و المسؤول. 

و رغم الأمل العريض فى سجال انتخابي وَلُودٍ  يشخص الاختلالات بشجاعة و يصف العلاجات بطموح فإن المؤشرات حتى الآن لا تطمئن على تحقيق ذلك الأمل إذ لا صوت حتى الآن يعلو صوت جعجعة الأسماء المترشحة و لا حديث عن "طحين" الرؤى و الأفكار،... 

ثانيا -الخُلُوَّ من  السُّمِّ العرقي و الشرائحي و المناطقي:خوفى كبير نظرا "لشبهة الغلو العنصري و الشرائحي"التى تشاعُ عن بعض المترشحين "للمقعد الأكبر"أن يُختطف السجال الانتخابي الرئاسي إلى دركات التنابز و الاصطفاف العرقي و الشرائحي و المناطقي لذلك فإن المترشحين "للمنصب الأكبر"يجب أن ينتبهوا إلى ضرورة استخدام قاموس انتخابي خِلْوٍ من سم العرقية و الشرائحيةو المناطقية و القبلية،كما يجب أن تفعل اللجنة المستقلة للانتخابات و الهيآت الإعلامية نظمها الرادعة و المقاطعة و المحاصرة للجاهليات العرقية و الشرائحية و المناطقية و القبلية؛

ثالثا- الطهارة من خَبَثِ العنف اللفظي و  "أسلحة الدمار المعنوي":تؤشر بعض الشائعات و "الصالونيات"و "المنشورات المرئية و المقروءة"-محدوةًإلىً متوسطة التداول حتى الآن-إلى خطر انحراف الخطاب الانتخابي  إلى العنف اللفظي المتبادَل بين المترشحين و إلى استخدام "أسلحة الدمار المعنوي"  و التى تُشَغِلُ"الإفك الأخلاقي"و "الإفك الإداري" سبيلا إلى التدمير المعنوي  للمنافسين السياسيين.

و يجدر الانتباه إلى هذا الخطر و تفعيل كل "المضادات"الإعلامية و القانونية لإيقافه ضمانا لطهارة الخطاب الانتخابي من كل خوارم المروءة السياسية.

رابعا- السخونة من "غير قابلية للاشتعال: لا يعنى مطلقا الحرص على خلو الحملة الانتخابية من سُمُومِ الجاهليات العرقية و الشرائحية و العنف اللفظي و أسلحة الدمار المعنوي الدعوة إلى خطاب انتخابي بارد"بلا طعم و لا رائحة" بل يجب أن يكون الخطاب الانتخابي ساخناجدا،جذابا بحيث يخصص أغلب الخطاب إلى منازلة و مفاضلة و مبارزة الرؤى و الأفكار و البرامج واستخدام كل طرف  غليظ و خشن و "حَنْظَلِ"القول لتبيان نقاط ضعف و تناقض و تهافت الطرف الآخر،تلك السخونة هي "المِلْحُ المُصْلِحُ" للتنافس الانتخابي.

لكن السخونة المطلوبة جدا فى السجال الانتخابي المنظور يجب أن تضبط دائما  تحت سقف "عدم القابلية للإشعال و الاشتعال".!!!

تلكم بعض المقترحات التى أحسب أنها يمكن أن ترسم معالم الخطاب الانتخابي الأمثل للمرحلة الحالية و التى أحلم مع كثير من الموريتانيين أن تمثل "منصة إقلاع"إلى استقرار سياسي مكين و نهوض اقتصادي واعد و "عقد اجتماعي جديد"،...