الجزائر: تعيين عبد القادر بن صالح ممثلا لبوتفليقة في القمة العربية في خضم الحراك الشعبي يثير تساؤلات؟

-A A +A
سبت, 2019-03-30 14:05

في خضم المسيرات المليونية الحاشدة التي شهدتها الجزائر أمس الجمعة ضد رموز النظام الحالي، أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عين عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة ( الغرفة العليا في البرلمان ) ليمثله خلال أعمال القمة الـ 30 لجامعة الدول العربية المزمع تنظيمها غدا الأحد في العاصمة التونسية.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة أنه ” تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس الجمهورية التونسية باجي قايد السبسي عين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة لتمثيله في القمة الـ30 لجامعة الدول العربية التي ستنعقد في تونس يوم 31 مارس/ آذار 2019 “، موضحا أن ” رئيس مجلس الأمة سيكون مرفوقا بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رمطان لعمامرة “.

البيان الصادر عن مؤسسة الرئاسة يثير العديد من التساؤلات، بالنظر إلى توقيته فصدوره جاء في وقت تلتزم فيه هذه الأخيرة رفقة المجلس الدستوري ( المحكمة الدستورية ) أعلى هيئة للقضاء في البلاد، الصمت حيال الدعوة التي أطلقها رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح بتفعيل المادة 102 من الدستور والتي تنص على شغور منصب رئيس الجمهورية، وترك انطباعا على أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو من يحكم ومؤشرات أخرى توحي بوجود مقاومة ومماطلة من طرف النظام وهو ما أكده المحلل السياسي زهير بوعمامة في تصريح لـ ” رأي اليوم ” قائلا إن ” بيان الرئاسة هو نوع من المماطلة “.

واعتبرت الصحيفة الجزائرية المستقلة ” الخبر ” أن تعيين رئيس مجلس الأمة ليمثل الرئيس خلال أشغال القمة 30 لجامعة الدول العربية التي سيتم تنظيمها غدا الأحد في العاصمة التونسية توحي بوجود ” مقاومة ” واستمرار الرئاسة في التواصل والعمل بشكل طبيعي، عبر إصدار قرارات بعضها.

وقالت الصحيفة أن الرئاسة تريد أن ” تظهر بوتفليقة بمظهر من لا يزال حاضرا وممسكا بالقرار، في وقت أصبح يتركه حتى أقرب مقربيه ويتنازل عنه حلفاؤه الأقوياء ومنهم الفريق ڤايد صالح “، أما المؤشر الآخر الذي ذكرته الصحفية فهو اختيار عبد القادر بن صالح، الذي هو أكثر المعنيين بالمادة 102، كونها تنقل الرئاسة بالنيابة إليه لفترة تصل إلى 4 أشهر ونصف الشهر، وهو ما قد يفهم منه بأن بن صالح ليس معنيا تماما بدعوة رئيس أركان الجيش الجزائري “.

وحظي رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح بحصة الأسد من الشعارات التي رفعها مئات الآلاف من المتظاهرين أمس الجمعة في العاصمة ومدن أخرى باعتباره الرجل الثاني في النظام والذي سيدعى بتولي الرئاسة بالوكالة إذا تنحى بوتفليقة ورفع بعضهم صورة له وكتب عليها ” ارحل “.