ولد بوبكر يتعهد في إعلان ترشحه للرئاسة بتمكين الموريتانيين من الاستفادة من خيرات بلدهم

-A A +A
سبت, 2019-03-30 23:45

اعتبر المرشح الرئاسي المستقل سيدي محمد ولد بوبكر، أن موريتانيا "تقف اليوم على مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن تستمر في التردي في مهاوي الأحكام الفردية وما تحمله من سوء تدبير وتخطيط، وما تكرسه من غَبن وفقر وتفرِقة، وإما أن تتجه نحو بناء دولة القانون والمواطنة والعدل والنماء"؛ وفق تعبيره.

وقال ولد بوبكر في خطاب إعلان ترشحه لرئاسيات يونيو القادم؛ مخاطبا الآلاف من أنصاره خلال مهرجان حاشد في ملعب "ملح" بمقاطعة عرفات: "إنني أتوجه إليكم في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ بلدنا، وكلي ثقة بأنكم تشاطرونني المرارة اتجاه الأوضاع المزرية التي تعيشها بلادنا، كما تشاطرونني العزيمة والأمل في فتح آفاق جديدة، يتنفس فيها المواطن نسيم التقدير والمساواة والكرامة، وينعم فيها بخيرات بلده الوفيرة، ويطمئن فيها للعدل والإنصاف، ويحس فيها بالاعتزاز لانتمائه لبلد يضمن له حقوقه، ويجد فيه ذاته"؛ مبرزا أن "من المؤلم حقا أن نرى دولا وشعوبا من حولنا أقلَّ مقدراتٍ منا تبني وتتقدم، بينما نراوح نحن مكاننا في دائرة التأخر والفقر وسوء الحكامة".

وتطرق ولد بوبكر إلى حصيلة المرحلة الانتقالية التي شهدتها موريتانيا في الفترة ما بين 2005 و 2007 والتي تولى خلالها قيادة الفريق الحكومي؛ مؤكدا أن البلاد "خطت خلال المرحلة الانتقالية 2005 -2007 خطوات هامة، وعبر إجماع وطني غير مسبوق، على طريق إرساء ديمقراطية حقيقية، وانتهاج حكامة رشيدة، وحل القضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية.

إلا أن هذا المسار سُرعان ما تم الالتفاف عليه من طرف من يحاولون اليوم أن يغرسوا في أذهاننا الاستسلام واليأس والعجز، وأن يوهمونا بأن طريق التغيير مسدود"؛ مضيفاي: "لقد خدمت بلدي من مواقع عديدة مكنتني من اكتساب تجرِبة معتبرة ساهمتُ من خلالها بصدق وإخلاص في إدارة أزمات مصيرية، وإنجاز إصلاحات جوهرية. وقد قررت، متكلا على الله العلي القدير، ومعولا عليكم لما أتقاسمه معكم من تطلعات عميقة نحو مستقبل أفضل لوطننا، قررت أن أعلن ترشحي لرئاسة الجمهورية، وأن أضع تجرِبتي وخِبرتي وكل ما لدي من إمكانات في خدمة شعبي ووطني".

وفي معرض دعوته الموريتانيين بمختلف قواهم السياسية وفئاتهم الاجتماعية من أجل دعمه والتصويت له في الاستحقاق الرئاسي المرتقب، قال الوزير الأول الانتقالي السابق: "إنني أمد يد العهد والوفاء إليكم جميعا.. إلى أولئك الذين أحيي فيهم روح الوطنية والتضحية حيث ناضلوا وما زالوا يناضلون من أجل الدفاع عن مصالح هذا الشعب ورفعة هذا الوطن.. إلى الشباب الذين سدت أمامهم أبواب الأمل مع غياب التعليم الناجع وفرص العمل المناسبة.. إلى النساء المربيات لأجيالنا الطامحات إلى تبوء المكانة اللائقة بهن في مجتمع الرقي والبناء..

إلى أولئك الذين عانوا ومازالوا يعانون من العبودية ومخلفاتها.. إلى كل من يعيشون مرارة الظلم والتهميش والغَبن.. إلى من اكتووا بنار المظالم التي خلفت إرثا إنسانيا لا ينبغي التمادي في السكوت عنه.. إلى من أثقلت كواهلهم الضرائب المجحفة والأسعار الملتهبة.. إلى المنمين والمزارعين الذين نفقت مواشيهم وتدنت محاصيلهم بسبب إهمال الدولة وتجاهلها لمآسيهم.. إلى من يئنون ويقضون على أبواب المصحات والمستشفيات بسبب الأدوية المزورة ورداءة الخدمات وغلائها.. إلى الموظفين والعمال والمتقاعدين الذين تتراجع قدراتهم الشرائية بفعل تدني الأجور وغلاء المعيشة..

إلى من يؤرقهم الخوف على أرواحهم وممتلكاتهم وشرف بناتهم بسبب انعدام الأمن وانتشار الحِرابة والجريمة.. إلى قواتنا المسلحة وقوات أمننا الأشاوس، حماةِ وطننا المرابطين على ثغورنا..

إلى أبنائنا الذين أرغمهم ضيق الحال وشظف العيش على الغربة والابتعاد عن الأهل والوطن. ليست الوضعية المزرية التي تعيشها بلادنا قدرا محتوما، بل هي واقع فرض على شعبنا، ونحن من سيغيره بإذن الله، بفضل تضامننا والتفافنا حول الخيار الأفضل، الخيار الذي أدعوكم إليه من أجل بناء موريتانيا التي نطمح إليها والتي تسعنا جميعا.. موريتانيا العصرية المتأصلة في تراثها الإسلامي السمح وفي حضارتها العربية الإفريقية الثرية..

موريتانيا المحكومة بدولة القانون والمؤسسات.. موريتانيا الغيورة على استقلالها وسيادتها.. موريتانيا التي تستمر في بناء جيش جمهوري قوي ومهاب.. موريتانيا العدل والأخوة والمساواة.. موريتانيا الوفاق والتسامح والتعاضد..

موريتانيا التي تكفكف دموع المظلومين وتضمد جراح المكلومين.. موريتانيا التي تضمن التعليم والصحة والرياضة وفرص الشغل وتهتم بالشباب، وتبني المدرسة الجمهورية التي تحتضن جميع أبنائها.. موريتانيا التي تعتني بالمواطنين وتوفر لهم الاحترام وظروف العيش الكريم.. موريتانيا التي تحسن من ظروف العمال والموظفين والمتقاعدين، وتولي عناية خاصة للمدرسين والأطباء والممرضين، وتضاعف الرواتب وترفع الحد الأدنى للأجور.. موريتانيا التي تضمن شفافية ثرواتها الطبيعية والاستخراجية واستفادة مواطنيها من عائداتها خاصة ثروة الغاز الواعدة.. موريتانيا التي تعطي المرأة حقوقها وتشركها في مراكز القرار.. موريتانيا التي ترفع من شأن العالم الريفي وتثمن منتجاته.. وتعتني بتراثها وصناعاتها التقليدية.. موريتانيا التي تحمي جالياتها في الخارج وتوفر لهم ظروف العودة والاستثمار في وطنهم'. وختم خطابه بالآية الكريمة {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (صدق الله العظيم).