تقرير "مراسلون بلا حدود" 2019: تراجع حرية الصحافة عربيا مقارنة بإفريقيا

-A A +A
خميس, 2019-04-18 10:36

أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن حرية الصحافة واصلت تراجعها في عدد من الدول، موضحةً أن المناطق "الآمنة" للصحافيين تصبح نادرة.

وقالت المنظّمة، في تقريرها للعام 2019 الذي أصدرته اليوم (الخميس)، إنّ "وتيرة الكراهية ضد الصحافيين قد تصاعدت إلى درجة جعلتها تبلغ حد العنف، الأمر الذي أدى إلى تنامي الشعور بالخوف، إذ يستمر تقلص دائرة البلدان التي تُعتبر آمنة، حيث يمكن للصحافيين ممارسة مهنتهم بأمان، في حين تشدد الأنظمة الاستبدادية قبضتها على وسائل الإعلام أكثر فأكثر".

وأشارت إلى أنّ 24 بالمئة فقط من 180 بلداً ومنطقة تمت دراستها تبدو في وضع "جيد" أو "أقرب إلى الجيد" لحرية الصحافة، مقابل 26 بالمئة في 2018.

وتصدّرت النرويج التصنيف للسنة الثالثة على التوالي، في حين استعادت فنلندا المركز الثاني، على حساب هولندا حيث يُجبر صحافيان متخصصان في الجريمة المنظمة على العيش تحت حماية الشرطة الدائمة.

وفي المقابل، تراجعت السويد مرتبة واحدة لتحتل المركز الثالث، بعد تجدد أحداث التنمر السيبراني ضد الصحافيين. وتواصل العديد من "الدول الخاضعة لحكم أنظمة استبدادية" تراجعها على جدول في التصنيف.

إذ تراجعت فنزويلا حيث يتعرض الصحافيون للاعتقالات وأعمال العنف على أيدي عناصر الشرطة، وروسيا التي تشهد موجة من الضغط المتزايد من الكرملين على شبكة الإنترنت " 24 بالمئة فقط من 180 بلداً ومنطقة تمت دراستها تبدو في وضع "جيد" أو "أقرب إلى الجيد" لحرية الصحافة مقابل 26 بالمئة في 2018 " ووسائل الإعلام المستقلة، التي تطالها اعتقالات وعمليات تفتيش تعسفي، ناهيك عن القوانين السالبة للحريات.

كما فقدت فيتنام (176) مرتبة واحدة، متقدمة بفارق ضئيل عن الصين. وفي القرن الأفريقي، تراوح إريتريا مكانها رغم تهدئة علاقاتها مع الجارة إثيوبيا، بينما حلت تركمانستان محل كوريا الشمالية في المركز الأخير.

وأشارت المنظمة إلى ترسُّخ مناخ معادٍ للصحافة أكثر فأكثر، بسبب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وغيرها من الممارسات. إذ فقدت الولايات المتحدة (48) ثلاث مراتب في عام 2019 لتنضم إلى المنطقة البرتقالية، مما يعكس الوضع الإشكالي الذي تعيشه البلاد، حيث لم يسبق أبدًا أن بلغت وتيرة التهديدات بالقتل ضد الفاعلين الإعلاميين الحد الذي وصلت إليه في الآونة الأخيرة، كما لم يسبق للصحافيين أبدًا أن تقدموا بمثل هذا الكم الهائل من طلبات الحماية لشركات أمن خاصة في الولايات المتحدة.

وقد بلغت الكراهية ضد وسائل الإعلام ذروتها في بلد "العم سام" عندما أطلق رجل النار على صحافيي جريدة كابيتال غازيت في ولاية ماريلاند، مما أسفر عن سقوط خمسة قتلى، علمًا بأن مرتكب الجريمة كان قد أفصح عن كراهيته للصحيفة علانية من خلال رسائل نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي قبل الإقدام على تلك المجزرة الشنيعة، بحسب المنظمة ذاتها.

ورغم تدهور مؤشرها الإقليمي بشكل أقل حدة هذا العام، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال هي المنطقة الأصعب والأخطر على سلامة الصحافيين، بحسب تصنيف المنظمة. فبينما انخفض بشكل طفيف عدد الصحافيين القتلى في سوريا خلال عام 2018، فإن ممارسة العمل الصحافي لا تزال خطيرة للغاية في بعض البلدان، مثل اليمن. فإلى جانب الحروب والأزمات العميقة، كما هو الحال في ليبيا (162)، يئن الفاعلون الإعلاميون في المنطقة أيضًا تحت وطأة الاعتقالات التعسفية وعقوبات السجن، علمًا بأن إيران لا تزال من أكبر سجون الصحافيين على الصعيد العالمي، بينما يظل عشرات آخرون قابعين خلف القضبان في كل من مصر (163) والبحرين (167) دون أن توجَّه لهم تهم رسمية يُحاكَمون بها. وعندما يمثلون أمام القضاء، فإنهم يواجهون إجراءات ماراتونية لا نهاية لها.

وفي مقابل هذه الصورة القاتمة، تبقى تونس هي الاستثناء (72) حيث سجلت انخفاضًا ملحوظًا في عدد الانتهاكات.

من جهتها، سجلت أفريقيا أقل تراجع إقليمي في نسخة 2019 من التصنيف العالمي، مُحققة في المقابل واحدًا من أهم التطورات خلال العام الماضي. وفي المقابل، تشهد أفريقيا أيضًا استمرار ممارسات سيئة على امتداد السنين، كما هو الحال في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي jراوح مكانها في المرتبة 154، باعتبارها الدولة الأفريقية حيث سجلت "مراسلون بلا حدود" أكبر عدد من الانتهاكات خلال عام 2018، في حين يبقى الصومال (164) البلد الأكثر فتكًا بحياة الصحافيين في المنطقة.