رسالة تظلم : إلى رئيس الجمهورية

-A A +A
خميس, 2019-04-18 18:43

الحمد لله القائل: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا".

الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده كما في الحديث الرباني "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا وكونوا عباد الله إخوانا".

وبعد فإني أوجه هذا التظلم إلى سيادة رئيس الجمهورية وكافة وزراء الحكومة خاصة الوزير الناطق باسم الحكومة، كما أوجهه للسادة القضاة والمحامين الذين ألتمس من أحدهم أن يتطوع بالدفاع عن حق زوجتي المستحق لها على إذاعة موريتانيا، كما أوجه هذا النداء إلى سائر الناس وإلى كل ذي ضمير حي وقلب منيب.

لقد عملت زوجتي متعاونة مع إذاعة موريتانيا حيث كانت تقدم برامج اللغة الولفية في إذاعة الشباب وذلك منذ الشهر العاشر من العام 2016 وقد تم تعويضها عن الشهور الثلاثة المتبقية من السنة المذكورة آنفا ما مقداره تسعون ألف أوقية (بمعدل ثلاثين ألف أوقية للشهر)، وواصلت العمل بعد ذلك لأربعة أشهر من بداية العام 2017، من دون أي تعويض وكل مرة تسأل رئيسها المباشر عن تعويضها الشهري كان يقول لها "اعملي ولن يضيع لك حق بإذن الله"، ولما انقضت تلك الشهور الأربعة دون أي تعويض قررت المعنية التخلي عن العمل، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نتابع القضية مع مديري الإذاعة خلفا بعد سلف، وكل يتعهد لنا بسداد المبلغ لكن شيئا من ذلك لم يحصل البتة، ثم إننا أرسلنا للمدير الحالي رسالة مرفقة بإفادة صادرة عن رئيس القطاع الذي كانت السيدة تعمل فيه، ووفقا لهذه الإفادة فإن المتعاونة تستحق تعويضا قدره مائة وعشرون ألف أوقية قديمة عن تلك الشهور الأربعة المذكورة آنفا، وحين استلامه الملف قال المدير الجديد إن سلفه لم يكلمه بشأن القضية، وبناء على ذلك أعرض عن القضية، وإن كان الدين مستحقا على مؤسسة اعتبارية لا على فرد بعينه، وجدير بالملاحظة في هذا السياق أن التعامل أصلا مع المؤسسة وليس مع الأفراد وهو ما يجعل الإذاعة ملزمة شرعا وقانونا بالإيفاء بتعهدها تجاه المعنية.

إنني أطلب من الجميع إنصاف هذه السيدة بإعطائها حقها، فهو ثابت والأدلة عليه موجودة، وهي في أمس الحاجة إليه، لأنها عاطلة عن العمل وليس لها دخل وزوجها متقاعد وقاعد، ولديه معاش زهيد يأتيه بعد ثلاثة أشهر، وقد ينتصف الشهر الرابع دون الحصول عليه، علما بأنه يعاني من داء الأعصاب ويحتاج إلى التدليك أسبوعيا، وفي بعض الأحيان لا يجد أجرة المدلك أحرى ثمن الدواء!

وختاما مسكا أقول: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعائي، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.

العبد الضعيف المسكين الفقير إلى ربه الذي يرجو رحمته ولطفه إنه نعم المولى ونعم النصير، وحسبي الله ونعم الوكيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد عبد القادر ولد العيل، صحفي متقاعد في إذاعة موريتانيا، مُكرمْ ثلاث مرات خلال مسيرته العملية.

رقم الهاتف: 48943712