ونحن على وشك انتخابات مفصلية علينا أن ننظر نظرة شاملة للفرص لدى المرشحين وفق الترتيب التلقائي أو على الأقل أبرزهما سيدى محمد ولد ببكر ومحمد ولد غزواني. والعوامل الرئيسية المؤثرة في المشهد السياسي ثلاثة لا مناص منها :
الظروف الإقليمية والطرف الخارجى والشعب وهو الأخير فعلا فى عالمنا الثالث وحوار دكار خير دليل على ذلك وما جرى بين السفيرين الأمريكي والسفير الفرنسى حول هل تتبع الحكومة للمجلس العسكرى أو يتبع المجلس العسكرى للحكومة فكان مايريده السفير الفرنسي وهو حكومة تابعة للمجلس العسكرى بعد استرضاء السفير الأمريكى ولأن الأمر هكذا فما هو الوضع الإقليمي ونحن نتحدث عن الوضع الإقليمى يمسنا بشكل مباشر الفضاء العربى والأفريقى حصرا ففي المحيط العربي نشهد جولة ثانية من الربيع العربى وبشكل مختلف عن الجولة الأولى حيث لا يكتفى الشعب بسقوط رأس النظام بل قرر عدم العودة لمنازله حتى يخرج العسكر من الحكم أما الطرف الخارجى فنحن أمام مرشح أعلن أنه امتداد للنظام السابق وما غادر النظام السابق إلا حين ضاق عليه الخناق وساءت علاقته مع الجزائر بسبب القوة العسكرية التى يقودها في أزواد وبذلك يهدد أمنها القومي وهي تتجه الآن إن شاء الله إلى حكم مدني مما سيزيد عليه الطين بلة فلن يقبل الحاكم المدني هناك التعامل مع الحاكم العسكري هنا وهو يكمل ذلك الخطأ. وعلى مقربة من السينغال ظهر الغاز وللسينغال اهتمام بهذا المولود كبير ولن تألو جهدا فى مجيء رئيس مدني فلن يقبل مكي صال وهو رئيس ديموقراطي التعامل مع عسكري آخر ما يفكر فيه التنمية والحكامة الراشد والقضاء على البطالة ولأن أمريكا ترمب قررت الانكفاء على نفسها والانسحاب من المشهد الدولي إلا مايدر مالا ولو على حساب حقوق الإنسان فلن تتوانى فرنسا فى ملء الفراغ هنا كما فعلت روسيا وتركيا في سوريا ولعل اهتمام الإعلام الفرنسي بالرئيس سيدى محمد ولد ببكر يفسر قناعة فرنسا به كمرشح مناسب للرئاسة ومن هنا نكون قد تسنا لنا فهم الداخل فما هي العناصر الفاعلة فيه و تصطف خلفه؟ من العناصر الفاعلة فى المشهد الداخلى أخي القارئ المجتمع العميق فلا توجد في موريتانيا دولة عميقة والإسلاميون ورجال الأعمال والمتابع للساحة السياسية يلحظ بكل بساطة فوز ولد ببكر بدعم الإسلامين وتقاسمه المجتمع العميق مع غزواني ويوشك أن يتعادل معه فى استقطاب رجال الأعمال ويتقدم عليه في كسب السلطة الرابعة(الإعلاميين) إذا أضفنا إلى ذلك تقدمه في كسب الطرف الخارجى وتناسب ترشحه مع المحيط العربي والإفريقي نكون متيقنين من فوزه إن شاء الله.
الشيخ ولد بيب
