استياء عارم في صفوف ساكنة نواذيبو بسبب التهميش

-A A +A
جمعة, 2019-05-17 21:14

تشهد مدينة نواذيبو الساحلية، منذ بعض الوقت تذمرا متزايدا وحالة من الاستياء غير المسبوق في تاريخ المدينة العمالية التي تعتبر عاصمة البلاد الاقتصادية وبوابتها على وروبا؛ حيث يتحدث السكان الأصليون عما يعتبرونه تهميشا تفرضه عليهم أجهزة الدولة بشكل ممنهج؛ على الرغم من كونهم  يشكلون العمود الفقري التاريخي للمنطقة الشمالية عموما، كما تدل على ذلك الوقائع والأحداث؛ حسب تصريحات العديد من أطرهم. 

ويعزو هؤلاء تنامي الشعور بالغبن والميل للعصيان لدى مجموعات شبابية عريضة أصبحت أنشطتها تتنامى كل يوم، لهذه الوضعية التي يصفونها بالمزرية؛ مؤكدين أن ذلك يعد نتيجة حتمية غياب إرادة سياسية جدية ومدروسة لمعالجة واقع الساكنة بشكل يضمن التمثيل العادل والموضوعي لكافة المكونات، خاصة تلك المتضررة بواقع الحال.

وتعتبر أوساط محلية عديدة أن هذه الوضعية دفعت الشباب إلى تشكيل تكتلات محكمة التنظيم أكثر من أي وقت مضى بحيث بات همهم الأوحد وشغلهم الشاغل محصورا في الدفاع عن مصالح أصحاب المظالم؛ الأمر الذي أصبح ينذر بالخروج على المألوف في أي وقت سنحت فيه الفرصة ، خاصة بعد تكرار الإنذارات مع ظهور العديد من المؤشرات السلبية المنذرة بالخروج على النظام. وبالتالي تكرار تجارب المواجهة كما سبق وأن حدث مع نظام الرئيس الأسبق معاوية  ولد الطايع في تسعينات القرن الماضي.

ويخشى بعض المراقبين للشأن المحلي أن تستغل المعارضة التقليدية هذا الواقع لتمرير أجندتها عن طريق اختطاف وضع سكان المدينة، وبالتالي ركوب الأمواج للتحريض ضد نظام الرئيس ولد عبد العزيز الذي سبق و أن ألتف حوله أهل نواذيبو وبشكل إجماع شكل الحصن المنيع لخرجات الرئيس ولد عبد العزيز في أكثر من مناسبة سياسية وبشكل تحدي شعبي مضمون، مما شكل خلفية سياسية وحصن منيع بدأت ملامحه تتساقط نتيجة التفريط و الإهمال في مكون العاصمة الاقتصادية الأصلي مما خلق شلل في المعادلة السياسية للتمثيل علي مستوي العاصمة نواذيبو.