افتتاح ندوة "الإسلام تعايش وتسامح" في مكة المكرمة

-A A +A
ثلاثاء, 2019-08-06 18:52

افتتح معالي وزير الحج والعمرة الدكتور /محمد صالح بن طاهر ، أمس ( الإثنين ) أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها الـ44 تحت عنوان "الإسلام تعايش و تسامح"، بحضور و مشاركة نخبة من العلماء و المفكرين و الأدباء و المثقفين من المملكة و العالم ، و المقامة على مدى يومين بفندق هيلتون المؤتمرات بمكة المكرمة .

و رحب معالي وزير الحج والعمرة بضيوف الندوة، وأكد أن الندوة تجسد إهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك / سلمان بن عبد العزيز آل سعود و سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود " حفظهما الله " في نشر التسامح و السلام والمحبة في العالم أجمع .

مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين يتابع أحوال حجاج بيت الله الحرام وكل ما يخص المشاريع و التطورات في مكة المكرمة و المدينة المنورة و المشاعر المقدسة .

و كشف معاليه أن المملكة العربية السعودية أصدرت مليونين تأشيرة إلكترونية للقادمين للحج دون أي عناء و القادم أفضل بإذن الله؛ مبرزا حرص المملكة على توفير جميع سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام ليتفرغوا للعبادة و أداء النسك .

و قال معاليه أن الندوة بمحوريها الشرعي و العلمي قدمت الكثير للمسلمين و الباحثين عن العلوم في كل بلدان العالم و نحن نفتخر و نرحب بتواجد علماء الشريعة و العلوم الطبيعية و المؤثرين في الندوة .

و أضاف أن مكة المكرمة اليوم "تستقبل عددًا كبيرًا من الحجاج يوازي عدد سكانها ومع ذلك ولله الحمد حسن الإدارة والتنظيم الجيد والمتطور يجعلنا نشعر أنهم جميعاً من سكان مكة" .

ونوّه إلى أن قرابة 350 ألف شخص قدموا لخدمة الحجاج من كل الجهات و نحن في المملكة العربية السعودية نسعد بخدمة ضيوف الرحمن؛ مؤكدا ان المملكة حريصة على مساعدة المسلمين لأداء فريضتهم ، و تبذل كل ما في وسعها لخدمه حجاج بيت الله الحرام و تعزيز التعاون و توحيد الجهود مع الجهات العاملة في منظومة الحج .

من جانبه استعرض معالي الدكتور / عبدالله الربيعة مستشار الديوان الملكي و المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، المبادرات الإنسانية التي قدمها المركز لخدمة العالم ليجسد المعنى الحقيقي للتعايش و التسامح كقيمة إسلامية أصيلة تدعوا إلى تحقيق السلام بمفهومه الشامل .

و كشف الربيعة خلال ترأسه الجلسة الأولى لندوة الحج الكبرى ، التي حملت عنوان : "العلم والإسلام في خدمة المجتمعات"، أن المملكة في أعلى قائمة الدول الرائدة الداعمة لمجالات العمل الإنساني و الإغاثي و التنموي في مختلف دول العالم ، فهي تمدّ يد العون و المساعدة لكل الدول ذات الاقتصادات الهشة إقليميا و عربيا و إسلاميا و عالميا إسهاما منها في تخفيف ما تعانيه جراء الكوارث الطبيعية و النزاعات والحروب.

من جانبه قدم الدكتور / عمر بن عزت سلامه؛ رئيس مجلس أمناء مستشفى ٥٧٣٥٧ في جمهورية مصر العربية شكره و تقديره للقائمين على أعمال ندوة الحج الكبرى ، و أضاف أنه "لا يوجد مجتمع يتقدم و يتطور دون علم ، و كل المجتمعات لم تكن لتتقدم لولا اعتمادهم على البحث العلمي". و قال إن الطب رسالة سامية تدخل في صميم العمل الإنساني ، لا يفرق بين إنتماء أو عرق أو لغة أو لون ، و إلتزام العاملين في مهنة الطب بأخلاقيات الممارسة يساهم في دعم و تعزيز التقارب و الترابط بين المجتمعات ، بل إلى إذابة الخلافات التي قد تنشأ بينهما.

في حين دعا الدكتور / عبد الله بن أبو بكر باعثمان؛ رئيس مجلس إدارة ساند لرعاية الأطفال مرضى السرطان بالمملكة العربية السعودية؛ أهمية الإهتمام بالتثقيف بشأن الرعاية الصحية و تكثيف الندوات و الدراسات لحماية الأطفال من الأمراض المستعصية؛ منوها إلى توجه وزارة الصحة إلى تعزيز تواجد المراكز الصحية غير الربحية وذلك توافقاً مع التحول الوطني الإستراتيجي.

في حين أكد الدكتور / حسام بن مأمون زواوي؛ عالم سعودي في البكتيريا و أستاذ في جامعة الملك سعود للعلوم الصحية؛ أن "جهود المملكة واضحة في الحد من إنتشار الأمراض المعدية و المحافظة على صحة الجميع و ذلك من خلال توعيه المجتمع بأهمية اللقاحات الموسمية للحفاظ على صحتهم ؛ و قال إن "الصحة من المنظور الإسلامي ضرورة إنسانية و تشمل المحافظة على سلامة أفراد المجتمع و صيانة صحتهم البدنية والعقلية و النفسية".

و في نهاية أعمال الجلسة الأولى من ندوة الحج الكبرى قال الدكتور / عبد العزيز كيبي؛ رئيس مكتب شؤون الحج السنغالي ومستشار رئيس الوزراء؛ إن الإسلام "دين يضع الإنسان في مقدمة أولوياته ، و تتجلى تلك القيم في القرآن و السنة النبوية ، فقد وصف الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه رحمة للعالمين و ليس للمسلمين فقط". و في مستهل أعمال الجلسة الثانية لندوة الحج الكبرى و التي حملت عنوان : "أبواب الهداية للإسلام "، و ترأسها معالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور / عبد الفتاح بن سليمان مشاط، قال معالي الشيخ الدكتور / سعد الشثري، ( مستشار خادم الحرمين الشريفين، عضو هيئة كبار العلماء و مستشار الديوان الملكي ) زرع الرفق في العاملين في الحج ينعكس على الحجاج ، و المأمول أن تنتشر هذه القيم في العالم ، و إنتشار الإحسان و التسامح بين الحجيج ملاحظ و مرتبط بتحقيق أخوة المسلمين مهما اختلفت بلدانهم و ألسنتهم .

في حين قال مستشار في الديوان الملكي السعودي، وعضو هيئه كبار العلماء؛ معالي الشيخ الدكتور / صالح بن حميد ، "إن سنة الله في الحياة تنوع الناس ، و التعايش هو حق العيش في مجتمع واحد ، مع ضرورة إستيعاب إختلاف الآخرين ، لأن الأطر الضيقة لا تنتج إلا خيارات ضيقة ، مع أهمية فهم ضرورات و متطلبات التعايش".

من جانبه قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي و إمام الحرم المكي الشريف ، أن موسم الحج رسالة عملية بأن الجميع باختلافهم هم متوحدين ، و التعايش ظاهر في عناية القرآن و السنة و التطبيقات النبوية و سيرة الصحابة و السلف الصالح ، و يحقق منهج الإسلام في الوسطية و الإعتدال و التسامح و حفظ الكرامة .

و في نهايه الجلسه الثانية للندوة قال سماحة مفتي غرقيستان الشيخ/ مقصد بيك توكتوماشيف ، أن البشرية لم تعرف تسامحا وتعايشا مثل الذي جاء به الإسلام ، حيث جعل الإحسان أحد الأخلاق العظيمة ، و حتى يكون التسامح هو الأساس في كافة التعاملات .