"موريتاتيا اليوم" تكشف زيف ما تردد حول مسابقة ضباط الجيش (أرقام)

-A A +A
جمعة, 2019-09-13 22:45

أثارت نتائج مسابقة تلاميذ ضباط الجيش الوطني التي نشرها المكتب الثالث في قيادة الأركان العامة للجيوش زوبعة من الانتقادات اللاذعة عبر شبكة التواصل الاجتماعي؛ خاصة من قبل نشطاء في حركة "فلام" ذات الطرح الانفصالي بخلفية عرقية زنجية مقيمون في أوروبا وأمريكا، وكذا بعض النشطاء السياسيين والحقوقيين داخل موريتانيا.

ركزت الأوساط التي هاجمت مسابقة الجيش وأعتبرت نتائجها "تكريسا للإقصاء الممنهج ضد الزنوج" على ما قالت إنه خلو لائحة الناجحين في المسابقة من أي زنجي ينتمي لأي من المجموعات الزنجية الموريتانية (البولار، السونكيون، الولوف).

وقد استقصت "موريتانيا اليوم" حول حقيقة تلك الاتهامات ومدى صدقية ما تقدم به مروجوها عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية؛ لتتواصل لجملة من الحقائق المدعومة بالأرقام تنسف، جملة وتفصيلا، مجمل تلك الادعاءات. من ذلك على سبيل المثال أنه حين أعلن الجيش الوطني عن مسابقة لاكتتاب عدد من التلاميذ الضباط لسلاح الجو (طيارين) مفتوحة أمام حملة شهادة الباكالوريا من ذوي المعدلات التي تعادل او تفوق 12/20؛ تقدم لها ما مجموعه 428 مترشحا بينهم 17 فقط من الزنوج؛ موزعين حسب الشعب على النحو التالي:

13 بالنسبة لشعبة العلوم الطبيعية D؛

4 بالنسبة لشعبة الرياضيات C؛

بينما لم يكن من بين المترشحين من حملة الباكالوريا في شعبتي الآداب العصرية A والآداب الأصلية O أي زنجي..

غير أن اللافت والمثير للاستغراب هو تغيب جميع المترشحين الزنوج الـ17 عن إجراء المسابقة؛ ما يوحي (منطقيا على الأقل) بوجود نية مسبقة لدى هؤلاء لإظهار الأمر على أنه نحى منحى إقصائيا على أساس عرقي؛ أو وجود جهة ما عمدت إلى الضغط على المعنيين كي يقاطعوا المسابقة للهدف ذاته، ومن ثم إطلاق حملة تشويه وتضليل مغرضة ضد المؤسسة العسكرية ومحاولة النيل من سمعة البلد بشكل عام؛ خاصة وأنه من غير الوارد على الإطلاق الحديث عن تعمد إقصاء مكون اجتماعي من مسابقة لم يشارك ولا شخص واحد منه فيها؛ ولعل ذلك ما يفسر، نوعا ما، حجم الاستياء ومستوى الريبة الذين اتسمت بهما غالبية ردود وتعليقات الموريتانيين على تلك الحملة عبر منابر إعلامية عديدة وعبر وسائط التواصل الاجتماعي.