فضائح بالجملة خلال المشاركة الموريتانية في معرض دولي ببكين (صور)

-A A +A
جمعة, 2019-10-04 16:44

شهدت المشاركة الموريتانية في معرض بكين الدولي بجمهورية الصين الشعبية، مؤخرا، العديد من الممارسات والمواقف التي شكلت فضائح مدوية خلال هذه التظاهرة الدولية الكبرى ، و ذلك لكون القائمين عليها تجاهلوا الاعراف الدبلوماسية المعلوم بها في كل بلد.

أولى تلك الفضائح غياب أي كلمة باللغة العربية (لغة البلد الوطنية والرسمية) تماما عن جميع مظاهر جناح موريتانيا ومشاركة وفدها في فعاليات المعرض؛ باستثناء عنوان المهرجان على لافتة الجناح؛ والتي لم تسلم من أخطاء لا تصدق؛ خاصة عند كتابة تاريخ الحدث الذي ينتظم (حسب اللافتة) في دورته السنوية للعام 9102م بدل العام 2019م.

 

القائمون على المشاركة الموريتانية، آي ممثلو الحكومة والبلد من الناحية الرسمية؛ اتخذوا التظاهرة مناسبة للسياحة العائلية والتسوق الشخصي داخل العاصمة الصينية؛ في خطوة تنم عن تلاعب بالشأن العام وتسخير الوسائل العمومية لأغراض شخصية على حساب ترقية وتسويق ثقافة البلد ومقدراته السياحية والاستثمارية الواعدة.

 

أما سكرتيرة مدير المعارض، عمر ولد عابدين سيدي فبلغ بها الاستهزاء بأهمية المشاركة الموريتانية في هذا الحدث الدولي الهام وما يتيحه من فرص لتمرير رسائل البعثة الموريتانية والترويج لمعروضات البلد؛ حد التعامل مع مغترب نيجيري ذي مستوى معرفي متدني، للقيام بمهام ترجمة اللافتات بالفرنسية و الصينية؛ فجاءت النتيجة كارثية بشهادة عدد من الحضور؛ حيث لم يلق المعرض أي تجاوب أو إقبال يذكر بعد مشاهدة اللوحات المترجمة في العروض والمداخلات المقدمة خلاله على لسان المترجم النيجيري الظرفي.

 

غير أن فضائح المشاركة الموريتانية في معرض بيكين لم تتوف عند هذه التصرفات والمواقف المثيرة للدهشة والاستغراب؛ بل تجاوزت ذلك إلى طبيعة المشاركة نفسها، وخاصة غياب (تغييب) من يهمهم المعرض ، خاصة أن البعض يرى أن الدعوة كانت من نصيب وزارة التنمية الريفية ، و حتى لو كانت الدعوة لوزارة الثقافة فإن تغييب بعض أهم المكونات الثقافية ذات الخصوصية الموريتانية؛ مثل قطاع الصناعات الحرفية المعروفة محليا بالصناعة التقليدية أمر مرفوض بتاتا و مستهجن.

 

ذلك أن أيا من الفاعلين الوطنيين في هذا الجانب الأساسي والمحوري في الشخصية الثقافية الموريتانية، بتنوعها وتعدد مشاربها وروافدها، لم يلحظ له أي حضور في التظاهرة؛ ليتبين أنه تم إقصاء واستبعاد هؤلاء الفاعلين بشكل ممنهج مقابل تمكين العديد من الأشخاص، دون آي دور أو صفة واضحة، من السفر إلى الصين وقضاء آيام المهرجان في السياحة والتسوق والاستجمام.

 

ويشكل هذا التصرف، في حد ذاته، تحديا صارخا لتوجهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وازدراء للتعهدات الواردة في برنامجه الانتخابي وفي مقدمتها التزامه بمنح كل العناية وتكريس جهود الدولة لإنصاف ودعم وترقية الفئات والطبقات الهشة والمغبونة من الشعب الموريتاني.