موريتانيا : الخشية من دخول مرحلة من التوتر والاهتزازات الاجتماعية

-A A +A
اثنين, 2014-11-17 09:29

«القدس العربي»: استمرت قضية سجن نشطاء مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية في موريتانيا المعروفة محليا بمسمى «إيرا»، في التفاعل أمس بعد أن أمر قاضي التحقيق في محكمة روصو جنوب البلاد بمواصلة سجن أفراد هذه المجموعة على ذمة التحقيق على أساس استجوابات أنهتها الشرطة والدرك معهم السبت الماضي.

وفرقت الشرطة أمس تظاهرة احتجاج نظمها أفراد من الحركة حول السجن الذي يعتقل فيه قادتها ونشطاؤها وسط مدينة روصو جنوب البلاد.

وضمت المجموعة التي اعتقلت الاثنين الماضي إثر تنظيمها لمظاهرة غير مرخصة، عشرة نشطاء يتقدمهم بيرام ولد الداه رئيس مبادرة «إيرا» غير المرخص لها بالعمل ونائبه الأول إبراهيم ولد بلال رمضان.

ووجه قاضي التحقيق للمجموعة تهما منها «التجمهر والعصيان والتحريض على العصيان وعصيان أوامر السلطات الإدارية ومقاومة القوة العمومية وقت تأدية مهامها وإدارة منظمة غير مرخصة».

واحتجت الحركة في بيان وزعته أمس على السلطات القضائية فى مدينة روصو القاضي بإيداع مناضليها في السجن؛ وأكدت «أن التهم الموجهة إلى نشطائها تهم واهية».

وأوضحت الحركة «أن سجن قادتها جاء بعد مشاركتهم في قافلة نظمت من أجل التحسيس بقضايا سلب الأراضي من ذويها وبالعبودية العقارية وهي قافلة مرخص لها مسبقا بطريقة قانونية».

وأشار بيان الحركة إلى «أن سجن مناضليها رافقته حملة تضليلية واسعة هدفها وصم حركة «إيرا» بالتطرف والتخطيط لزعزعة الأمن بإضرام النار فى المنشآت العامة وأسواق العاصمة، وهي حملة أكد البيان «ترويجها من طرف وسائل إعلام مبتذلة يستعملها النظام السياسي والعسكري والإقطاعيون من فئة البيظان (عرب موريتانيا) المتحكمة لحرمان الحركة من تعاطف الرأي العام ولتسهيل الانقضاض عليها وسحقها نهائيا».

«إن حركة «إيرا»، يضيف البيان، تتحمل جميع تبعات أعمال أعضائها فى سبيل النضال الأسمى المتمثل فى الدفاع عن مصالح مزارعي «الحراطين» والأفارقة السود ممن طحنتهم قرون من التسلط الأعمى والعبودية البشعة من طرف إقطاعيات لا ترحم من فئات البيظان (العرب) والسونيكى والبولار (قوميتان زنجيتان)».

وأكدت الحركة أنها «تتحدى هنا ولد عبدالعزيز (رئيس الدولة) وزمرته الحاكمة المتسلطة أن يسمحوا بمحاكمة علنية لنشطائها تكون فرصة لمقارعة الآراء والحجج ليتبين الحق من الباطل وليعطى كل ذي حق حقه فى هذه الأرض».

ودعت الحركة «مناضليها والمتعاطفين معها إلى تعبئة العبيد والعبيد السابقين من أجل استرجاع حقوقهم المسلوبة بالنضال السلمي المتحضر».

يذكر أن قضية اعتقال نشطاء مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية المعروفة محليا بمسمى «إيرا»، تضع موريتانيا أمام فوهة حرب أهلية حيث تتبنى الحركة خطابا يصفه الكثيرون بالمتطرف، يتهم بشكل معمم عرب ومستعربي موريتانيا بالعنصرية وممارسة الرق.

وتسعى هذه الحركة لفصل مجموعة «الحراطين» وهم الزنوج المستعربون الذين يشكلون غالبية في المجتمع الموريتاني عن عرب موريتانيا أو «البيظان» كما يسمون وإحداث مواجهة بينهم على أساس أن العرب مسترقون وأن «الحراطين» ضحايا التعبيد وهو ما قد يقود البلد لوضع شبيه بما حدث في منطقة دارفور السودانية.

وتخوض حركة «إيرا» نضالا يستغربه الكثيرون لكونه بدأ بحرق كتب المذهب المالكي بحجة أنها تتضمن نصوصا فقهية استرقاقية، وانتهى بسب علماء البلد ووصفهم بمشرعي الاسترقاق.

وظلت السلطات تهادن هذه الحركة خوفا من المنظمات الحقوقية الدولية التي ترعى هذه الحركة عن بعد، والتي منحت رئيسها بيرام ولد الداه جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعام 2013.

وكان ولد الداه قد حصل على المرتبة الثانية بعد الرئيس ولد عبدالعزيز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وإذا كانت المهادنة ظلت سيدة الموقف، فإن الاحتكاكات التي وقعت في روصو الثلاثاء الماضي والتي تمخضت عن سجن قادة حركة «إيرا» وتوجيههم للمحاكمة، تنذر بدخول السلطات في خضم مواجهة مع هذا التيار وهي المواجهة التي قد تؤدي إذا تواصلت، لفصل جديد من التوتر السياسي والاجتماعي في دولة موريتانيا ذات الأعراق المتعددة والمتنافرة معا