ولد هيبه يحذر الرئيس غزواني ممن خدعوا ولد عبد العزيز

-A A +A
اثنين, 2019-12-23 18:09

باعتبار رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الرئيس الوحيد الذي انتخبته أغلبية الشعب الموريتاني من المعارضة والمولاة، و بالإجماع حتى دعمه منافسوه بعد نجاحه، فعليه أن يترك رموز الفساد من الأنظمة السابقة والذين ما زالوا يشغلون مناصب في القصر وفي الحكومة، ويظل مواصلا في سياسة انتقاء الأكفاء.

فبعض هؤلاء السياسيين هم من نهب أموال الشعب، وهم من رافقوا ولد عبد العزيز ومن سبقه من الرؤساء في كل محطاتهم السياسية، فخذ حذرك يابن الشيخ الغزواني، والعبرة من حاضرك، فليست هذه المبادرات التي تملأ الساحة السياسية سوى خدعة انتهزها بعض الشخصيات المتاجرة بمواقفها، خدمة للمصالح الشخصية على حساب المواطن البسيط، وخداع الرئيس أيا يكن.

ثم إن نفس الأشخاص هم أنفسهم الذين يظهرون في كل المبادرات، حيث يعملون على أن يكونوا في المقدمة باتفاق مع الإعلام، كما حدث في لبراكنه واترارزة، و الحوضين وآدرار واينشيري، وهم جماعة معروفة وعلاقتها بولد عبد العزيز معلومة لدى الجميع، وهنا سنأتي على ما نقول بأدلة من الواقع السياسي:

1 ـ خلال الانقلاب على الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع كانت أول مبادرة لدعم الانقلاب هي المبادرة التي تمت في مسقط رأسه في أطار، من طرف أشخاص كانوا هم الأقرب لولد الطايع، ولا يزال بعضهم في القصر الرئاسي، وكانت مكافأتهم السجن ودفع الأموال للدولة، واليوم تعود حليمة لعادتها القديمة.

كما أنه في آخر حكم محمد ولد عبد العزيز نادت بعض المبادرات في اينشيري بمأمورية ثالثة لولد عبد العزيز، لتنقلب في الأخير إلى مبادرة لدعم ولد الشيخ الغزواني فور وصوله الحكم، نعم انقلبت إلى دعم ولد الشيخ الغزواني، ما يعني أن هؤلاء السياسيين هم مخادعون، ولا ننسى أن المبادرات التي أنشئت بعد المبادرات المطالبة بالمامورية الثالثة ، انقلبت نيتها في الطريق وعادت لتدعم ولد الشيخ الغزواني، إنهم بعض الأطر والوجهاء الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، وما إن يقدم رئيس حتى يرتدوا وجها جديدا من التملق، ويظهروا له الود والتقرب، كما ظهر في مبادرة الترارزة، وغيرها مما نشاهده اليوم في الساحة السياسية.

إننا اليوم نقف لنتساءل أين أنتم الأمل الشباب الداعمة لولد عبد العزيز؟ أين شباب عزيز؟ وأين الحراك الشبابي؟ أين كلنا عزيز؟ وأين المجلس الأعلى للشباب؟ وأين أوفياء لعزيز في لبراكنه؟

إن من رأى كل هذه الخديعة التي بدأت تظهر اليوم في العيان، وفي كل هذه الحكومات التي تعاقبت على موريتانيا من طرف السياسيين المخادعين، في تقربهم من الحاكم، فلن تسمح له وطنيته إلا أن يقدم نصيحة لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أن يترك جميع هؤلاء المخادعين ويأخذ حذره منهم، ويجدد له النصح أن يأخذ العبرة من واقع السياسة، ومن واقع سلفه الذي بقي وحيدا يصارع ذاته، فكل الذين معك اليوم سيتركونك حين تحتاجهم.

فعلي سيدي الرئيس ان تترك رموز الفساد، قبل أن يتركوك ويبعونك بثمن بخس في سوق لا تعبء بالأخلاق ولا المثل، لا يهمها سوى المال والمصالح الدنوية، ويؤكد له أنه من الذين ما زالوا يتصفون بتلك الخصال السيئة من نكث العهد وخدمة المصالح الضيقة، من يشغلون مناصب في القصر وفي الحكومة، فعين هؤلاء هم من نهب أموال الشعب وهم من رافقوا ولد عبد العزيزفي مسيرته، وخدعوه وتخلوا عنه حين احتاجهم.

نعم لقد فوجئت ـ أنا محمد سالم ولد هيبه ـ خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز أنه لا يجلس بجانبه سوى بيجل ولد هميد وسيدنا عالي ولد محمد خونه، وكان من الأجدر أن يجلس بجانبه وزيره الأول يحي ولد حدمين ووزيره السابق مولاي ولد محمد لغظف، وزير اقتصاده السابق المختار ولد اجاي، ووزير بتروله، محمد ولد عبد الفتاح، والوزير السابق محمد عبد الله ولد اوداعه، ورجل ثقته المستشار الحالي في الرئاسة احميده ولد اباه، والوزيرة السابقة آمال بنت مولود، ورئيس المنطقة الحرة الحالي، ورئيس اتحادية ارباب العمل زين العابدين ولد الشيخ أحمد و أبناء غده رجال الأعمال، والنائب ولد الخرشي، والنائب صهيب، والنائب السابق ولد ابنه، وغيرهم من السياسيين والمدراء والنساء والرجال الذين كانوا يصرخون عزيز كل شيء، وها هم يتركونه حين احتاجهم.

إنني أختتم أنا محمد سالم ولد هيبه بمناشدة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي يعرفني جيدا ولست نادما على علاقتي به، أن يمد يد الصفح إلى أخيه ورفيقه وصديقه، محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية، ويكن على علم أن من كانوا معه ليسوا بشرا فهم من فرقاهما وخدعوهما ومن الأحسن له أن يشترك معه في الصلح ويجعلا يدا في يد من أجل مصلحة موريتانيا وإنقاذها من العابثين.

فالحذر الحذر يابن الغزواني من هذه الوحوش التي ترتدي أجمل الثياب وتتكلم أحسن الحديث وفي قلوبها نية سوداء وقلب يعشق المال، لا يقيم وزنا لأخلاق ولا معاملة.

وأنني أنا الجندي السابق ولد هيبه، لأناشد رئيس الجمهورية الشيخ محمد ولد الشيخ الغزواني، أن لا ينسى علاقته القديمة بمحمد ولد عبد العزيز أخيه وصديقه، وأن الناس تفرق ولا تجمع، وأن الأمعاء تتصارع لمصلحة الجسم، وأن ولد عبد العزيز اليوم يحتاج للتصالح معك، واحتضانك له، وإعادة القيمة له، وأرجوا أن تكون هذه النصيحة، بداية طريق جديد بين الرجلين، وينتهي هذا المشهد المثير الذي يرسمه المخادعون والمثبطون، وأناشد ولد الشيخ الغزواني بقرابتي به وما يجمعنا من علاقة، أن يختار الصادقين والمخلصين للوطن من الوزراء والسفراء السابقين، وأن يمنحهم المكان المستحق في القصر وفي الحكومة.

كما أناشده أن يعفوا عفوا شاملا عن رجال الأعمال والصحفيين والفنانين، المقيمين في الخارج، ليعودوا للوطن.

وأعرف أن هذه النصيحة ستثير سخرية الجميع، لكنها نصيحة صادقة من مواطن بسيط، لا يريد غير مصلحة البلد.

الجندي السابق محمد سالم ولد هيبه