خبراء يكشفون جوانب من سرعة انتشار الأوبئة بين البشر

-A A +A
اثنين, 2020-02-03 15:18

على مدار الثلاثين سنة الماضية، زادت حالات تفشي الفيروسات القاتلة وأصبح انتشارها سريعاً، وأحدثها فيروس "كورونا" الذي انتشر في الصين، وانتقل إلى عشرات الدول الأخرى.

لكن ما هي أسباب انتشار مثل هذه الأوبئة؟ أحظث الدراسات العلمية والطبية كشفت أن هناك حقيقة بسيطة مؤداها ان البشر يعيشون على هذا الكوكب بكثافة سكانية أكبر من أي وقت مضى، إذ يبلغ عدد سكان العالم حالياً 7.7 مليار نسمة، وهذا الرقم في تصاعد مستمر؛ وبات الناس يعيشون أقرب فأقرب إلى بعضنجهم البعض.

وكلما زاد عدد الأشخاص في مساحات صغيرة، كلما ارتفع خطر التعرض لمسببات الأمراض التي تسبب الاوبئة.

ويبدو أن فيروس "كورونا" الذي بدأ انتشاره من مدينة ووهان الصينية، ينتقل من شخص لآخر عند السعال أو العطس.

ويعيش الفيروس لفترة محدودة خارج الجسم، لذلك، لكي ينمو وينتشر أكثر، سيحتاج إلى أشخاص آخرين للعيش في أجسامهم.

في عام 2014، انتشر وباء إيبولا عن طريق الدم أو سوائل الجسم الأخرى، وانتقل الفيروس فقط بين أولئك الذين كانوا على اتصال وثيق ببعضهم.

يتعقب موقع Healthmap.org تفشي الأمراض وتسجيلها في جميع أنحاء العالم ولكن ليست كل الفيروسات تنتقل من إنسان إلى آخر.

حتى فيروس زيكا، الذي ينتقل من البعوض إلى البشر، يحتاج إلى وجود مجموعة قريبة من بعضها، إذ تنمو بعوضة زيكا في المناطق الحضرية الآهلة بالسكان، حيث يمكنها أن تتغذى على دم الإنسان، و تتكاثر بشكل أفضل في البيئة الدافئة والرطبة المكتظة بالسكان.

ومنذ عام 2007، انتقل المزيد من الناس للعيش في المدن، ويعيش الآن أكثر من أربعة مليارات شخص على واحد في المئة فقط من مساحة كوكب الأرض.

كما أن العديد من المدن التي ننتقل إليها ليست آهلة للسكن، فينتهي الأمر بالكثيرين في العيش في مناطق عشوائية فقيرة، تفتقر لخدمات الصرف الصحي والمياه النظيفة، لذلك، ينتشر المرض بسرعة.

بوجود وسائل النقل كالطائرات والقطارات والسيارات، يمكن للفيروس أن ينتقل إلى جميع بلدان العالم في أقل من يوم واحد.

ففي غضون بضعة أسابيع فقط من تفشي فيروس كورونا، اُشتبه بانتشاره في أكثر من 16 دولة.

يُذكر أنه في عام 2019، نقلت شركات الطيران 4.5 مليار مسافر.

ولكن قبل ذلك بعشر سنوات، كان العدد 2.4 مليار. وتعد مدينة ووهان الصينية محطة رئيسية لخطوط سكك الحديد عالية السرعة في الصين.

وظهرت حالة الإصابة بالفيروس في الوقت الذي كانت تستعد فيه الصين لحركة بشرية واسعة في التاريخ.

إذ كانت تنظم أكثر من ثلاثة مليارات رحلة عبر البلاد بمناسبة رأس السنة الصينية الجديدة.