النائب السابق محمد فال ولد عيسى: ” المجتمع المدني ساهم كثيرا في نشر الوعي بين الموريتانيين "

-A A +A
أحد, 2020-04-05 11:17

اعتبر رئيس منظمة مكافحة الفقر والتخلف، غير الحكومية؛ النائب البرلماني السابق محمد فال ولد عيسى، أن أهم ما يميز نشاط هيئات المجتمع المدني هو أنه عمل طوعي خيري وغير ربحي، يطبعه التنوع بين نشر التوعية وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين، سواء عبر توزيع المواد الغذائية، أو توفير الأدوية وغيرها من المستلزمات الضرورية والأساسية؛ وكذا دعم الأطفال عند الأسر الهشة والمعوزة، خاصة على مستوى التعليم والرعاية الصحية. ونبه  النائب محمد فال ولد عبسى؛ في ندوة نظمتها مجموعة "مقطع لحجار اليوم" على تطبيق "واتساب"، على أهمية الصدقة، وخاصة صدقة السر التي قال إنها تمثل مرجعية إسلامية للعمل الخيري؛ مستشهدا بقوله تعالى: {ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال).

وأوضح رئيس منظمة مكافحة الفقر والتخلف أن من أهم إيجابيات الصدقة إسهامها الكبير والمشهود في نشر وإشاعة ثقافة التكافل والتعاون والقضاء على أمراض القلوب مثل الحسد والغل والكراهية؛ مذكرا بتعدد وتنوع أشكال الصدقة التي قد تتجسد في أعمال ذات نفع عام مثل حفر الآبار وتوزيع الألبسة وتقديم الاستشارات والمهارات، حيث تندرج كل هذه الأمور ضمن العمل الخيري الذي يتم عن طريق جمعيات وهيئات وأحزاب؛ في أسلوب مدني منظم يستجيب لاحتياجات ومتطلبات المجتمع.

وفي معرض رده على سؤال يتعلق بمدى إشراك السلطات العمومية لهيئات المجتمع المدني في الحملة الوطنية الحالية لمواجهة خطر تفشي وباء "كورونا"، اعتبر النائب السابق محمد فال ولد عبسى، أن الجميع مطالبين اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بالمشاركة الفعلية والفاعلة في جهود محاربة هذه الجائحة؛ منوها إلى أن الحكومة تفتح المجال لتلك المشاركة وإن لم يكن هناك دعم مادي من الدولة لصالح المنظمات الجمعوية في الوقت الحالي، نظرا لطبيعة الظرفية وصعوبتها.

ودعا إلى ان يقدم الجميع ما لديهم في جهود في مكافحة جائحة "كوفيد - 19" خاصة وأن الدولة تفتح المجال لذلك؛ بينما يمكن للجمعيات أن تحتفظ بخبراتها ومهاراتها الذاتية إلى أن تعلن الحكومة احتياجها لذلك؛ مبرزا أن الدولة لديها من الكادر البشري ما يمكنها من تغطية كل المتطلبات؛ لكن المجتمع المدني يبقى مطالبا بتقديم ما لديه، كل حسب مستواه.

وحول تقييمه لأداء المجتمع المدني في موريتانيا بشكل عام، قال ولد عيسى: "أعتقد أن المجتمع المدني قدم الكثير.. فإذا ما نظرنا - مثلا - إلى الجانب المتعلق بالأمراض المنتقلة عن طريق الجنس نجد أن المجتمع المدني كان حاضرا بقوة، ولولاه لما أصبحت ظاهرة مرض السيدا معروفة اليوم لدى الجميع دون استثناء.

ومن هنا فإننا أصبحنا نجد التعاونيات تتحدث عن السيدا والسل الرئوي؛ وهو جهد يذكر المجتمع المدني؛ ونفس الشيء ينطبق على وباء كورونا إذ استطاع المجتمع المدني أن يوصل للجميع ثقافة غسل الأيدي والأخذ بأسباب الوقاية.. دون إغفال دور الدولة ووسائط التواصل الاجتماعي".

وعن الجمعية التي يرأسها، تحديدا، قال محمد فال ولد عيسى: "الجمعية لديها برنامج تحسيسي يشمل مناطق استهدفتها بالدعم التوعوي، كما قمنا بتوزيع سلات غذائية وسنواصل تلك الانشطة؛ وانبه إلى أن هذا الجهد ذاتي ولا يتم بدعم من أية جهة أخرى على الإطلاق.

وتعتزم المنظمة القيام بتدخل مماثل على مستوى مقاطعة مقطع لحجار حسب إمكانياتها خلال قابل الأيام بحول الله.

و في سؤال مرتبط بالمنظمة و هل سبق لها أن تدخلت في المقاطعة و خاصة بلدية صنكرافة في السابق؛ أجاب رئيس منظمة مكافحة الفقر و التخلف انه في سنة 2016  و خلال زيارة أداها نحل الرئيس السابق المرحوم أحمدو ولد عبد العزيز لمقطع لحجار طلب منه النائب محمد فال سيارة اسعاف كانت ضمن سيارات وفد المرحوم في ذلك الوقت لبلدية صنكرافة ؛و قد استجاب المرحوم على الفور ؛ حيث سلمت للمركز الصحي تلك السيارة خلال تلك الزيارة.

هذا بالإضافة إلى العديد من التدخلات الأخرى في بعض مناطق المقاطعة فضلا عن تشغيل العشرات من أبناء المقاطعة سنوات 2010/ 2011/ 2012.

و خلال هذه المقابلة اقترح رئيس جمعية مكافحة الفقر والتخلف، غير الحكومية بدلا من جمع التبرعات، إنشاء صندوق للتبرعات على مستوى المقاطعة يكلف أربعة من الشباب القاطنين فيها بتسييره، ثم يفتح المجال للتبرعات، وفضل أن يكون التبرع لهذا الصندوق سريا، وأن يخصص ريعه لذوي الأنشطة اليومية من أصحاب الأعمال الحرة مثل بائعات الكسكس؛ و غيرهن من اصحاب المهن الذين تضرروا بفعل حظر التجول وقرار غلق جميع المحال التجارية من غير حوانيت بيع المواد الغذائية في عموم البلاد؛ وكذا الأسر ذات الوضعية الهشة أصلا.

كما اقترح أن يتم تخصيص عشرة أيام لإحصاء عدد معين من الأسر من مائة إلى مائتين تتوزع بين البلديات الاربعة مع التركيز على الأسر الأقل دخلا والأكثر هشاشة، وستكون منظمتنا جاهزة يضيف النائب ساعتها للتدخل.

وحول برنامج منظمة مكافحة الفقر والتخلف، فإنه يتكون من جانب للتحسيس يتمثل في التوعية عبر وسائل الإعلام وبعض المنشورات والملصقات يتم توزيعها، وجانب يتعلق بالعون الغذائي يشمل توزيع سلات غذائية، حيث قمنا، فعلا، بتوزيع كميات منها في ولاية گورگول وفي نواكشوط؛ ونحن بصدد القيام بعمل مماثل على مستوى مقاطعة مقطع لحجار".