عيد الاستقلال مناسبة للاحتفال وإعادة التفكير!!! باب ولد محمد السالم

-A A +A
خميس, 2014-11-27 15:50

في الذكري الرابعة والخمسون لاستقلال الوطن عن الاستعمار الفرنسي،و التي تعد فرصة للاحتفال واستحضار كل الرموز الوطنية التي ساهمت في مرحلة المقاومة، والتي شاركت في مرحلة التأسيس الوطني.

علي الرغم من القراءات المتعددة للتاريخ ومساراته، لكن الناظر للتاريخ من منطلق أنه حلقات تؤسس لبعضها، يري أن مرحلة المقاومة بكل أشكالها كانت اللبنة الأولي لبروز الكيان، وأن مرحلة التأسيس بكل رموزها كانت مرحلة هامة في إيجاد الكيان، والتي واجهت الكثير من التحديات ومنها توحيد المجتمع والكيانات التي كانت قائمة آنذاك في إطار دولة مركزية ذات سيادة علي كل الحيز الترابي، وترسيخ مفهوم الدولة بأسس حديثة نسبيا.

ولأن التاريخ هام لمعرفة الحاضر واستشراف المستقبل، إلا أن فرصة عيد الاستقلال يجب أن تكون فرصة للتفكير والتأمل ومعرفة النجاحات والإخفاقات ومواجهة التحديات الماثلة التي تهدد الدولة، وخفض مستوي التوترات الاجتماعية التي رافقت مراحلها، بمزيد من التحول التدريجي إلي مواطنة حقوقية حقيقية، وأن عدم التحول قد يجر البلد إلي مسار أخر جرب في الكثير من الدول والبلدان ذات النشأة الحديثة، بعد عقود من الاستقلال.

ويعتبر درس الثورات العربية الدرس الأكثر رسوخا في الذاكرة حتى الآن، ففشل التحول قاد إلي الحروب والتفكك وانحلال الدولة والمجتمع. أما العبور الآمن فيتم بتبني الخيار الآخر خيار الإصلاحات الحقيقية، القائمة علي الحرية والعدالة والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات ،لأن مجتمعنا ككل المجتمعات مجتمع متعدد القوميات والثقافات، ويجب اعتبار ذلك عامل قوة وثراء لصنع الحضارة والمستقبل، وأن الاستقلال محطة تاريخية يجب أن لا تكون ذكراها احتفالا ورفعا للأعلام فقط، بل بمزيد من بناء المواطنة الحقيقية وترسيخ أسس العدالة والمساواة .