وثائق تكشف تواطؤ منظمة الصحة العالمية مع الصين

-A A +A
أربعاء, 2020-06-03 06:07

أظهرت وثائق وتسجيلات كشفت عنها وكالة "أسوشيتد برس"، وجود شبهات تواطؤ تدعم اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنظمة الصحة العالمية بالتواطؤ مع الصين فيما يتعلق بوباء "كورونا"؛ حيث كشفت تلك المعطيات عن تأخر متعمد من الصين على صعيد تقديم معلومات عن كورونا يقابله إحباط كبير بين مسؤولي المنظمة التابعة للأمم المتحدة لعدم حصولهم على البيانات التي يحتاجون إليها لمكافحة انتشار الفيروس القاتل. وقد انتظرت الصين أكثر من أسبوع لنشر الخريطة الوراثية أو "جينوم" الفيروس، على الرغم من نجاح ثلاثة من مختبراتها الحكومية في فك شفرة المعلومات بشكل كامل. كما كشفت عشرات المقابلات التي أجرتها الوكالة ووثائق داخلية أن اللوم يلقى على الرقابة المحكمة على المعلومة والمنافسة داخل النظام الصحي الصيني. ولم تنشر المختبرات الحكومية الصينية الجينوم، إلا بعد إقدام مختبر آخر على نشره على موقع إلكتروني متخصص في الفيروسات في 11 يناير. ورغم ذلك، عطلت الصين تقديم بيانات مفصلة عن المرضى والحالات لأسبوعين آخرين على الأقل، وفق تسجيلات لاجتماعات داخلية عقدتها المنظمة في يناير. إلى ذلك تشير التسجيلات التي حصلت عليها أسوشيتد برس إلى أن مسؤولي منظمة الصحة كانوا يثنون على الصين علناً لأنهم كانوا يسعون للحصول على معلومات من حكومة بكين ؛ إلا أنهم كانوا يشتكون خلال اجتماعات عقدت خلال الاسبوع الاخير من يناير، من أن الصين لا تقدم معلومات وبيانات كافية لتقييم كيفية انتشار الفيروس بين الأفراد أو الخطر الذي يشكله على بقية العالم، ما كلف الكثير من الوقت. وخلال أحد الاجتماعات الداخلية، قالت ماريا فان كيرخوف، وهي عالمة أوبئة أميركية والقائدة الفنية لاستجابة منظمة الصحة لكوفيد-19: "نعمل وفق معلومات شحيحة جداً"، مضيفة أن ذلك يعيق الجهود الرامية لمكافحة الفيروس. " وقال أرفع مسؤول للمنظمة في الصين، غودن غاليا، خلال اجتماع داخلي آخر: "نحن الآن في مرحلة يسلموننا (المعلومات) قبل 15 دقيقة من ظهورها في CCTV"، في إشارة إلى التلفزيون المركزي التابع للدولة الصينية. يأتي التقرير والكشف عن مضمون الوثائق في وقت تتعرض منظمة الصحة لانتقادات بسبب إدارة ملف تفشي كورونا، وعقب موافقتها على تحقيق مستقل في طريقة التعامل مع الجائحة على صعيد العالم. وشن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، هجوماً على المنظمة في الأسابيع الأخيرة، إذ اتهمها بالتواطؤ مع الصين لإخفاء خطورة كورونا في الأشهر الأولى، الأمر الذي ساهم في تفشي الفيروس على نطاق واسع حول العالم. كما أعلن ترمب، الجمعة الماضي، قطع العلاقات مع المنظمة، ما يهدد حوالي 450 مليون دولار تقدمها الولايات المتحدة، أكبر مساهم، كل عام إلى المنظمة. ويلقي اللوم على منظمة الصحة ويتهمها بالفشل في "كل جوانب" إدارة ملف الوباء العالمي، فضلاً عن الانحياز للصين. وكان الرئيس الأميركي قد قال قبل أيام على قطع التمويل: "إنهم يقفون دائماً إلى جانب الصين، ولكننا نمول المنظمة"، مضيفاً: "لذا نريد أن ننظر في الأمر".