ظلال الأزمة الليبية على قمة نواكشوط(تحليل)

-A A +A
ثلاثاء, 2020-06-30 09:17

خاص / موريتانيا اليوم : على الرغم من العنوان الرسمي المعلن لقمة مجموعة دول الساحل الخمس وشركائها الرئيسيين، والمتمثل في إقامة وتفعيل تحالف دولي جديد من أجل الساحل، إلا أن العديد من المحللين والمراقبين لتطورات الوضع الأمني في هذه المنطقة الملتهبة من القارة الإفريقية يعتبرون أن القمة الجديدة تندرج في إطار التحركات المتلاحقة بشأن ما يجري في ليبيا من تطورات شكل التدخل العسكري التركي في هذا البلد القطرة التي أفضت كأسه.

ويركز هؤلاء المراقبون والمحللون في طرحهم على حرص رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون على حضور اجتماع نواكشوط، في وقت بلغ فيه التوتر والتصعيد في المواقف ذروته بين باريس وأنقرة؛ لدرجة أن ماكرون وصف التدخل التركي في ليبيا بأنه "لعبة خطيرة"؛ مشددا على ضرورة التعاطي مع البرلمان الليبي المتواجد في شرق البلاد والداعم للجنرال المتقاعد خليفه حفتر في أي تسوية محتملة الصراع في ليبيا.

كما يعتبر مراقبون أن مشاركة كل من رئيس وزراء إيطاليا جيوسيبي كونتي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في قمة نواكشوط وإن عبر تقنية الفيديو كونفيرانس، يؤكد قوة حضور موضوع ليبيا ضمن اهتمامات تحالف الساحل؛ خاصة وأن إيطاليا معنية ومتحركة بشكل مباشر في هذا الموضوع بينما تعتبر المانيا الحليف الأوروبي الاول لفرنسا وتتقاسمان نفس الموقف الإيجابي تجاه حفتر والسلبي تجاه التحرك التركي في ليبيا.

غير أن مساعي فرنسا المفترضة من أجل استقطاب دول تجمع الساحل الخمس وضمها لحلفها المناوئ لتركيا وحكومة طرابلس التي تدعمها ليس أمرا مضمون التحقيق بحسب نفس المحللين؛ حيث يذكر بعض هؤلاء بالتباين في مواقف دول التجمع الإقليمي من تركيا ومن خليفه حفتر.

ففيما ترتبط بعض هذه البلدان؛ خاصة النيجر، بشراكة قوية ومتقدمة مع أنقرة تقف أخرى، مثل موريتانيا، موقفا مناقضا تماما من خلال انخراطها ودعمها لتحالف السعودية والإمارات ومصر المناوئ تماما للتحرك التركي في ليبيا.

تباين يعتقد المهتمون بالشأن الأمني في المنطقة ان الرئيس الفرنسي يريد من خلال مشاركته في قمة نواكشوط تجاوزه بقوة الشراكة الإستراتيجية بين بلاده ومستعمراتها الخمس السابقة في منطقة الساحل الإفريقي.

ذلك أن لفرنسا قاعدتين عسكريتين رئيسيتين في كل من النيجر وتشاد، ولها حضور عسكري بارز في مالي، كما انها تعتبر الشريك الأجنبي الاول لبوركينا فاسو..