ولد أصنيبه يكشف تفاصيل "خطة" ولد ابريد الليل لضرب نظام ولد الطائع

-A A +A
جمعة, 2021-01-15 17:20

روى الناشط السياسي والأستاذ الجامعي البارز د/ اعل ولد اصنيبه، تفاصيل لقاء جمعه بالمفكر والسياسي العربي الراحل محمد يحظيه ولد ابريد الليل؛ لأول مرة، خلال حملة رئاسيات 2003 التي قال إن هذا الأخير تمكن من جمع كل القوى السياسية المتناقضة إيدولوجيا الالتفاف حول ترشح الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، بما في ذلك بعض الشخصيات السياسية التي ترمز لانقلاب 10 يوليو 1978، مثل ولد ابريد الليل نفسه، والرئيس ولد هيدالة والقيادي البعثي دفالي ولد الشين، إضافة لرجل الأعمال حابه ولد محمد فال الذي يجسد محاولة انقلاب 16 مارس 1981 ضد نظام ولد هيدالة شخصيا.

أما ولد أصنيبه فكان، كما يروي، يمثل محاول انقلاب 8 يونيو 2003 التي استهدفت نظام ولد الطائع، رغما عنه (كما كتب) بحكم صلة القرابة بينه وبين قائد تلك المحاولة الإنقلابية صالح ولد حننا.

و كتب الدكتور اعل ولد أصنيبه:

من العظام الذين تركوا اثرا بالغا في الذاكرة الوطنية الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل رحمه الله وادخله فسيح جناته. آخر مرة اجتمعت فيها بالمغفور له بأذن الله كانت في بداية ديسمبر الماضي حيث مررت بمنزله لأهديه نسخة من كتابي الأخير.

اما اللقاء الأول فكان في يوليو 2003. غداة المحاولة الانقلابية التي هزت البلاد في 8 من يونيو من نفس السنة تفاجأ الراي العام الوطني بمقالات للمرحوم كانت غاية في الحكمة والجمال اللغوي وهي مكتوبة بالفرنسية وكنت اظن ان قائد حزب البعث الموريتاني لابد ان تكون ثقافته عربية بالأساس مما زاد دهشتي.

في المقالات هذه دعا الأستاذ ابريد الليل الرئيس السابق معاوية ولد الطايع الى التسامح مع الانقلابين والتعامل بإجاب مع الهزة لتلهمه تغييرا جذريا، البلد والنظام في أمس الحاجة لهما.

فلم يجد هذا النصح آذان صاغية.

ومن هنا قرر الأستاذ المواجهة مع النظام وترشيح الرئيس السابق محمد خونه ولد هيداله.

الخطة كانت مخيفة:

جمع كل التناقضات لضرب رأس النظام. الكشكول الداعم لهذه المغامرة: التيار الإسلامي، قوى التقدم، كم من البعثيين وآخر هائل من القوميين الزنوج وقوى أخرى.

مع الرمزية المدوية للنواة القائدة : هيداله وبريد الليل وإسماعيل ولد اعمر ودفالي يرمزون لحركة العشر من يوليو.

السيد حابه يجسد محاولة السادس عشر من مارس 1981. اما انا بحكم القرابة مع الرائد صالح ولد حنن كنت رغما عني ارمز لمحاولة الثامن من يونيو. إذا ذات يوم اتصل علي أحد الأقارب وهو بعثي وأبلغني ان بريد الليل يريد لقائي. فكان اللقاء. بعد شرحه لأوضاع وحالة الاحتقان التي يتخبط في النظام آنذاك أقنعني بتبني فكرته.

وانطلقت الحملة وكان ما كان:

السجن. ومن طرائف السجن سألته: "لماذا يا استاذ مرشحنا ليس مفوها مع انه حاصل على باكالوريا رياضيات وخريج سنسير العريقة".

وكان جواب الأستاذ: " اظن ان الرجل ترك المطالعة يوم تخرجه والدليل هو: منذ أيام حصل رفيقنا في السجن الدكتور الشيخ ولد حرمه على عدد من جريدة " لموند ديبلماتك" فيه مقال يتناول وضعية البلد الاقتصادية والسياسية المزرية ونصح الرئيس بقراءته.

في اليوم الموالي، يقول أبريد الليل, صلى الرئيس الضحى على سجاده ووضع مخدة امامه ونشر الجريدة عليها ومسح نظاراته وانحنى ليقرأ المقال بصوت غير خافت.

هذا الاستنفار والجهد يعنيان، حسبه، ان صاحبنا قديم العهد بالقراءة.

بعد هذه المرحلة التقيت والاستاذ مجددا في 2008 في مبادرة أخرى حول رئيس الحكومة السابق سيد احمد ولد ابنيجار رحمه الله دعما " للحركة التصحيحية".

وللتاريخ فان القرارات التي مكنت الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من استعطاف الراي العام وجعلته يلتف حوله كان ملهمها الأستاذ أبريد الليل حيث كان قد نصح الرئيس الجديد بتخفيض أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية وتخفيض معتبر لأسعار المحروقات وتخطيط احياء الصفيح والاهم من كل هذا قطع العلاقات مع إسرائيل.

لقد ترك الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل ارثا نضاليا وفكريا هائلا وتميز بعمق التفكير ودقة التحليل واستشراف المستقبل والثقافة الموسوعية رحمه الله رحمة واسعة ولا عدمنا مثله.