استياء عارم في موريتانيا ضد الهجوم على العلامة الشيخ عبد الله بن بيه

-A A +A
سبت, 2021-05-15 14:19

شهدت صفحات شبكة التواصل الاجتماعي حملة تضامن ومناصرة قوية للعلامة الشيخ عبد الله بن بيه، وذلك ردا على موجة الإساءة التي تعرض لها من قبل نشطاء على نفس الشبكة؛ على خلفية بيانه الأخير باسم الأسرة الإبراهيمية حول ضرورة أخلقة الحضارة البشرية والتعايش السلمي بين معتنقي مختلف الأديان السماوية.

وفي هذا السياق نشر مدونون بارزون تدوينات تشيد بغزارة علم الشيخ بن بيه ودوره المشهود في نشر تعاليم الإسلام السمحة وثقافة الحوار والمحاكاة بالتي هي احسن بين كل الامم والشعوب.

ومن أبرز أمثلة ذلك هذه التدوينة التي تمت مشاركتها في عشرات الصفحات والحسابات الافتراضية: "سامحهم يا شيخنا فعقولهم وأفهامهم قاصرة... سامحهم يا شيخنا فمستوى اطلاعك على ما يجري في العالم من دسائس ومكائد للعالم الإسلامي والعربي لم يصلوا ربعه ولم يستوعبوا دورسا مضت ولم يدركوا ما هم فيه من ضعف وقلة حيلة و بعد عن الحداثة والتطور فقد غزى غيرهم الفضاء وهم مازالوا في معاركهم وثارتهم البدائية يحصدون الخيبات والهزائم ويخالفون الشرع في عدم الأخذ بأسباب التمكين وليس لهم ما يفاخرون به في عالم الصناعة والتقانة شيئا ،يتقاتلون بسلاح أعدائهم ويتخاصمون في فضاءاتهم مسجلين أرقاما كبيرة في بورصاتهم ونجاحاتهم كل ذلك على حساب الأمة ومستقبلها المظلم...

سامحهم ياشيخنا لأنهم لم يستوعبوا رؤيتك الراشدة ولم ينطروا من زاويتك النقدية الفاحصة ولم يشربوا من زلال مشربك الصوفي العظيم الذي لا حقد فيه ولا ضغينة.. سامحهم على كذبهم وتقولهم عليك فأنت كنت ومازلت ضد احتلال البلدان العربية والظلم الذي يجري هنا أو هناك تحت أي راية أو مسمى وكل ذنبك أنك لا تنساق للدعايات الكاذبة والشعارات الفارغة والتخندقات الضيقة فأنت تسع بعقلك وحكمتك الجميع وهذا ما يغيظ من يريدك في خندقه حصرا!!

سامحهم فقد عجزوا عن وجود ما يدينك في محاكمهم السخيفة فلا أنت متهم من أي مقاوم يخوض معركته بطهر ونقاء ،فلا إدانة لك من المجامع والحركات الفلسطينية لأنك كنت ومازلت نصيرا لها بحكمة وعقل راجح...

سامحهم يا شيخنا لأنك توجه رؤيتك للعالم العربي والإسلامي بضرورة إيقاف الحرائق المشتعلة في كل مكان وإفهام العالم "المستأسد "الذي يتوجس منهم وينصب الشراك لهم ويخطط لاقتلاعهم وابتلاعهم أنهم ليسوا لهم أعداء ولا عقبة في تطورهم وأمنهم ورخائهم فهناك الكثير من المشتركات التي ينبغي التركيز عليها وتعزيزها...

المنصف المحب من ينصفك ويتفهم رؤيتك والقذر من يحاول وضعك في حلبته "لتعبئة الأنصار" والاستزادة منهم مستغلا بعض الأحداث للمزايدة عليك في قضية ما تنكرت لها ولا أدرجتها في البورصة السياسية ولا في ما تروِّجُ له من رؤى وتصورات قد تفيد العالم الإسلامي في تطوره وتقدمه وقد أنصت لك قادة الأمة ممن تعنيهم قضاياه وتؤرقهم مشاكله ويقلقهم مستقبله.

"Didna Aziz ومنها كذلك هذا التذكير بأبيات من الشعر ارتجلها فضيلة العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله مرحبا بالشيخ عبد الله بن بيه:

و كتب الوزير السابق الاستاذ سيدي محمد ولد محم : 

قرأت بعناية يستحقها الموضوع وتمليها مكانة الرجل العلمية كلمة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه في ملتقى المبادرة الإبراهيمية الذي نظمته وزارة الخارجية الأمريكية عن بعد، وهي المبادرة التي وقع على وثيقتها المؤسِّسة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان والعديد من الشخصيات الفكرية المؤثرة في العالم، ولغايات معلنة تشكل تشكل في عمومها هدف المسلم المعاصر وأبجديات رسالته في استقطاب الآخر إلى "كلمة سواء".

كانت عبارات الشيخ دقيقة وفياضة بالمعاني والقيم النابعة من فهم عميق لهذا الدين، محاولاً رسم معالم العلاقة التي أراد الاسلام أن تقوم عليها العلاقة بين المجموعات البشرية عموما وديانات التوحيد تحديدا بما يجمعها من مشتركات يُشكل استثمارها الطريق الأوحد لسلام عالمي ننشده قبل الآخرين، وقيام عدالة نحن أحوج إليها وأرغب فيها من كل الآخرين، ونقيض ذلك هو تنمية التباين والتعارض والحدّة، والذي نرى نتائجه حروبا ودمارا وتخلفا نحن أكثر عرضة له كذلك من دون الآخرين، فنحن الأمة المستضعفة التي تُحتل أراضيها وتقسم دولها ويتداعى الأقوياء لحربها وتدنيس مقدساتها، ونحن الأمة الإستثناء في مجال الديموقراطية والحكامة والاستفادة من مواردها لأننا أسأنا فهم رسالتنا وأسأنا فهم العالم وبالقطع فإن العالم أساء كثيرا فهمنا خطأً أحيانا وعمداً في أحايين كثيرة، لذلك فالإبقاء على شعلة أمل بحُسن الفهم والتحاور والتقارب واستثمار المشتركات يشكل أكبر ضمان لمستقبل أفضل للعائلة الإنسانية الكبرى التي لا تملك سوى قدر واحد وحتمي هو التعايش على هذا الكوكب ومد جسور التواصل بين كل مكوناتها.

أخيرا أقطع بأن أغلب منتقدي الشيخ لم يقرأوا وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي تشكل المبادرة إحدى تجلياتها بعد أن صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع واعتمدها العديد من الهيئات الدولية المختصة، (ولا جديد في الأمر مطلقا) وهي مبادرات لا يستساغ تعامل المسلمين معها باعتماد سياسة المقعد الفارغ مهما كان تأويلهم لغاياتها وأهدافها، وحضورهم فيها يشكل فرصة لتقديم أنفسهم كما هم لا كما يحلو لأعدائهم، والشيخ بعلمه وتجربته وعلاقاته الدولية يعتبر الشخصية الأمثل لهذا الدور، إذا استبعدنا متلازمة الأحادية في الفكر والموقف.

إن تناول مواضيع فكرية بهذا الحجم والأهمية من زاوية المواقف السياسية المتغيرة والآنية للدول، أو على ضوء أزمة في العلاقات الخليجية قد تصبح من الماضي في أي وقت أمر يجانب الصواب، والجدل مع الشيخ ونقده في نظري يجب أن يكون في مستوى طرحه الفكري ومكانته العلمية، دون نظر كبير لموقعه الوظيفي.

"يا مرحبا بالشيخ عبد الله من لا نزال به الشيوخ نباهي من ذا يضاهي الشيخ في تقواه، في إحسانه، في بذله للجاه في فهمه، في فقهه، في عمقه، في أفقه، في عرفه بالله فرد يجول الفردبين صفاته فيحار بين نظائر أشباه إن جئت تحصي ما حواه من العلا ألفيت ذاك ليس بالمتناهي !".