القارئ الخاشع ابن الخالة سيديا ولد آلويمين في ذمة الله

-A A +A
خميس, 2021-09-02 10:21

ببالغ الأسى والحزن؛ وبقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، علمت وأنا في طريق عودتي إلى نواكشوط بعد أيام في مدينتي الحبيبة مقطع لحجار؛ علمت بخبر فاجعة انتقال القارئ الخاشع المتمكن؛ إبن خالتي الطيب الغالي سيديا ولد آلويمين، إلى جوار ربه.

 فاجعة عظيمة وخطب جلل يعجز اللسان عن وصفهاما، ويقف القلم متجمد الحبر حائرا وهو يحاول - يائسا - تسطير جزء بسيط من مشاعر الحزن والألم الذين يعتصران القلب، أو نزر قليل من خصال الفقيد وما تركه من رصيد أخلاقي عز مثله في دنيانا الفانية منذ أمد غير قصير.

لقد كان أخا للجميع، الصغار قبل الكبار، وسندا معنويا مكينا للجميع دون تمييز ولا استثناء..

يرحل عنا دون استئذان مسلما الروح لباريها، بوجه ضاحك مستبشر؛ تاركا وراءه من الحزن والألم ما تنوء بحمله الجبال؛ نحمد الله أولا على نعمة الصبر والاحتساب واللجوء إلى البارئ جل جلاله، الذي لا ملجأ منه إلا إليه..

إنا لله وإنا إليه راجعون. لِلَّهِ ما أخَذَ وله ما أعْطَى، وكُلُّ شيءٍ عِنْدَهُ بأَجَلٍ مُسَمًّى.. وإنه لظرف لا يجد فيه المرء غير تقديم أصدق عبارات التعزية لنفسي  ولوالدتي و لأبناء الفقيد و بناته و لكافة محبيه ومعارفه؛ و أتضرع للحق سبحانه وتعالي؛ الحي الدائم الذي لا يموت، أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة؛ ويلهم الجميع جميل الصبر والسلوان.

اللهم أَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ)،[٢] برحمتك يا أرحم الراحمين.

(اللَّهمَّ اغفِرْ له وارحَمْه واعفُ عنه وأكرِمْ منزلَه وأوسِعْ مُدخَلَه واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبَردِ ونقِّه مِن الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ مِن الدَّنسِ وأبدِلْه بدارِه دارًا خيرًا مِن دارِه وأهلًا خيرًا مِن أهلِه وزوجةً خيرًا مِن زوجتِه وأدخِلْه الجنَّةَ وأعِذْه مِن النَّارِ ومِن عذابِ القبرِ).[٣]

أحمدو ولد النباش